إنقاذ 38 مهاجراً قبالة شمال فرنسا وتزايد العابرين إلى بريطانيا
إنقاذ 38 مهاجراً قبالة شمال فرنسا وتزايد العابرين إلى بريطانيا
استجابت فرق الإنقاذ الفرنسية، قبالة سواحل إكويهين-بلاج شمال فرنسا، لمساعدة 38 مهاجراً كانوا يحاولون الوصول إلى المملكة المتحدة بطريقة غير نظامية عبر قارب صغير تعطّل محركه في عرض البحر.
ورصدت طائرة تابعة لحرس الحدود القارب فور مغادرته المنطقة الساحلية، قبل أن يلاحظ رجال الإنقاذ توقف محركه، فسارعوا إلى إنقاذ الركاب ونقلهم إلى سفينة "كورموران" التابعة للبحرية الفرنسية.
وذكرت المحافظة البحرية للمانش وبحر الشمال في بيان لها، الأربعاء، أن عدداً من المهاجرين الذين ظلوا على متن القارب قرروا متابعة رحلتهم رغم المخاطر.
وأوضحت أن خدمات الإنقاذ لا تجبر المهاجرين على الصعود إلى سفنها إذا رفضوا ذلك، لكنها حذرت من أن القوارب المستخدمة غالباً ما تكون مكتظة وهشة، ما يزيد احتمالات الغرق في واحد من أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، حيث يعبره أكثر من 600 سفينة تجارية يومياً، وتم إنزال المهاجرين الثمانية والثلاثين الذين تم إنقاذهم في ميناء كاليه شمال فرنسا.
وصول 871 مهاجراً إلى بريطانيا
على الجانب الآخر من المانش، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية وصول 871 مهاجراً إلى السواحل البريطانية يومي الأحد والاثنين، 24 و25 أغسطس، عبر 13 قارباً انطلقت من شمال فرنسا.
ورغم التشديدات الأمنية والاتفاقيات الثنائية بين باريس ولندن، تستمر عمليات العبور مستفيدة من حاجة المهاجرين للجوء أو وجود أقارب لهم في بريطانيا.
ومن أبرز هذه التفاهمات اتفاقية "واحد مقابل واحد" التي دخلت حيز التنفيذ هذا الشهر، وتنص على إعادة مهاجر من بريطانيا إلى فرنسا مقابل قبول مهاجر آخر له روابط عائلية في المملكة المتحدة.
انتقادات وضغوط سياسية
واجهت الاتفاقية الأخيرة انتقادات من مسؤولين محليين في شمال فرنسا، اعتبروا أنهم لم يُستشاروا في وضع حلول لمشكلة المهاجرين الذين يتجمعون في المناطق الساحلية.
وفي المقابل، يضع تزايد أعداد الوافدين حكومة رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر تحت ضغط داخلي متزايد، مع تصاعد الاحتجاجات أمام فنادق تأوي طالبي اللجوء.
ولم تتوقف المآسي الإنسانية على هذا الطريق الخطِر، إذ توفيت في 12 أغسطس الجاري امرأة صومالية في الثلاثينات من عمرها أثناء محاولتها العبور، ليرتفع عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم هذا العام في المانش إلى 19 شخصاً وفق بيانات رسمية فرنسية.
وبحسب أرقام وزارة الداخلية البريطانية، فقد وصل 50,271 شخصاً إلى المملكة المتحدة عبر القوارب الصغيرة بين 5 يوليو 2024 و11 أغسطس الجاري، بينهم 27,029 منذ بداية العام الجاري.
أخطر طرق الهجرة
يُعد بحر المانش من أخطر طرق الهجرة في أوروبا، ورغم محاولات متكررة لتقليص عمليات العبور عبر تشديد الرقابة وتسيير دوريات مشتركة بين فرنسا وبريطانيا، فإن الضغوط الإنسانية والصراعات في الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا الشرقية ما زالت تدفع آلاف المهاجرين للمغامرة بحياتهم في قوارب صغيرة.
وتُظهر الأرقام أن سياسة الردع لم توقف الظاهرة، بل زادت من تعقيدها على المستويين الإنساني والسياسي.