نقابات عمالية دولية تطالب بوقف إعدام الناشطة الإيرانية شريفة محمدي
نقابات عمالية دولية تطالب بوقف إعدام الناشطة الإيرانية شريفة محمدي
أكّدت المحكمة العليا بإيران في أغسطس الماضي حكم الإعدام بحق الناشطة العمالية والمدافعة عن حقوق المرأة شريفة محمدي، ليصبح نهائياً وغير قابل للطعن.
وأثار هذا الحكم جدلاً واسعاً وموجة استنكار عالمية، إذ اعتبرته منظمات حقوقية ونقابات عمالية استهدافاً مباشراً للنشاط السلمي في الدفاع عن حقوق العمال والنساء.
وأصدرت النقابات العمالية الفرنسية الخمس الكبرى (CFDT، CGT، UNSA، Solidaires، FSU) إلى جانب الاتحاد الدولي للنقابات (ITUC)، أمس الأربعاء، بياناً مشتركاً أدان حكم الإعدام، معتبراً أنه جائر مخالفاً لمبادئ العدالة.
وشدّد البيان على أن شريفة محمدي لم ترتكب سوى ممارسة حقها في النشاط السلمي، في حين حُرمت من حقوقها الأساسية كالزيارات العائلية، والاتصالات الهاتفية، وحق الدفاع عن نفسها خلال فترة احتجازها.
وطالبت النقابات بإلغاء الحكم والإفراج عنها فوراً من دون شروط.
تزايد الإعدامات في إيران
حذّر البيان من التصاعد المقلق في تنفيذ أحكام الإعدام بإيران، مشيراً إلى أن السلطات أعدمت منذ بداية العام أكثر من 863 شخصاً، بينهم ما لا يقل عن 50 سجيناً سياسياً.
ولفت إلى أن السلطات كثفت عمليات الإعدام خلال فترة الحرب استمرت 12 يوماً، إذ نُفذ خلالها أكثر من 250 حكماً.
وأكدت النقابات أن السلطات تستغل أجواء الحرب لتشديد القمع وإسكات المعارضة، ما يشكل خطراً على حياة النشطاء والحقوقيين.
تضامن دولي واسع
حظي البيان بدعم وتضامن نقابات ومنظمات من أوروبا وأمريكا اللاتينية التي شددت على أن الدفاع عن حقوق العمال والنساء ليس جريمة.
ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف إعدام شريفة محمدي، في وقت تتزايد فيه الدعوات لإلغاء عقوبة الإعدام في إيران بشكل كامل.
وسبق أن أعلنت منظمات دولية، بينها العفو الدولية، ولجنة تقصي الحقائق الأممية بشأن إيران، ومقرّرون خاصون كالمقررة الأممية للمدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور، والمقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في إيران ماي ساتو، دعمهم الكامل لشريفة محمدي.
كما عبّر مجلس مدينة فلورنسا الإيطالية عن تضامنه، مؤكدًا أن الحكم يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.
تضامن محلي ومدني
لم يقتصر الدعم على الخارج، بل شاركت منظمات ونقابات داخل إيران نفسها، مثل الاتحاد الحر للعمال الإيرانيين واتحاد حافلات طهران وضواحيها ونقابة معلمي طهران، إضافة إلى منظمات المتقاعدين في عدة مدن.
ودعمت القضية منظمات ثقافية ومدنية مثل رابطة الكتاب الإيرانيين في المنفى، وحملات "أوقفوا جرائم الشرف"، وحملات نسوية كمنظمة النساء من أجل الحرية المتساوية.
وأكدت جميع هذه الجهات أن الدفاع عن شريفة محمدي هو جزء من معركة أوسع من أجل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان في إيران.