فرنسا تحظر أكياس النيكوتين اعتباراً من مارس 2026
فرنسا تحظر أكياس النيكوتين اعتباراً من مارس 2026
أعلنت السلطات الفرنسية، اليوم السبت، عن دخول قرار حظر أكياس النيكوتين الصغيرة والعلكة والكريات المصنوعة من هذه المادة حيّز التنفيذ اعتباراً من مارس 2026، وذلك وفق مرسوم رسمي نُشر في الجريدة الرسمية.
ويشمل الحظر جميع المنتجات الفموية المحتوية على النيكوتين باستثناء الأدوية والمستلزمات الطبية، في خطوة تستهدف الحد من انتشار هذه المواد بين الشباب والمراهقين.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) أن الحكومة الفرنسية كانت قد أعلنت في خريف 2024 نيتها حظر هذه الأكياس، بعدما رُصدت زيادة ملحوظة في حالات التسمم المرتبطة بها بين الفتيان والفتيات.
وأوضح المرسوم أن المنع سيطول مختلف الأشكال المتداولة مثل "الأكياس المسامية، الكريات، المعجون، السوائل، علكة المضغ، الأقراص المحلّاة، والشرائط"، مؤكداً أن أي منتج مشابه سيكون خاضعاً للقرار.
أبعاد صحية للقرار
تحتوي هذه الأكياس، التي انتشرت في الأسواق مؤخراً، على ألياف بوليمرية مشبعة بالنيكوتين والمنكهات، لكنها تخلو من التبغ. ويُستخدم المنتج عبر وضعه بين الشفة واللثة، ما يجعله بديلاً جديداً لمنتجات التدخين التقليدية.
غير أن تقارير طبية فرنسية حذرت من أن هذه المواد تسبب التسمم بدرجات متفاوتة، خصوصاً لدى الفئات العمرية الصغيرة، التي غالباً ما تنجذب إليها بسبب نكهاتها المتعددة ومظهرها الجذاب.
ودعت الهيئة الوطنية الفرنسية للسلامة الصحية في نوفمبر 2023 إلى "يقظة كبيرة" حيال هذه الأكياس، مؤكدة أن الأطفال والمراهقين هم الضحايا الرئيسيون للتسمم الناتج عنها.
وأشارت الهيئة إلى أن هذه المنتجات، بما في ذلك الكريات العطرية، بدأت تشكل تهديداً متزايداً للصحة العامة، ما عجّل في اتخاذ السلطات إجراءات صارمة لحظرها.
إشادة مناهضي التبغ
أشاد تحالف مكافحة التبغ، وهو اتحاد يضم جمعيات مناهضة للتدخين والإدمان، بالقرار واصفاً إياه بأنه "انتصار مهم لحماية الشباب".
واعتبر التحالف أن الحظر يمثل خطوة جوهرية لمواجهة ما وصفه بـ "الاستراتيجيات الخبيثة لصناعة تزدهر في سوق الإدمان على حساب الصحة العامة"، مؤكداً أن الاستثمار في حماية الأجيال الصاعدة من الإدمان هو ركيزة لأي سياسة صحية فعالة.
أعادت هذه الإجراءات النقاش حول دور الحكومات الأوروبية في التصدي للمنتجات البديلة للتبغ، والتي غالباً ما تُسوَّق على أنها أقل ضرراً.
وفي السنوات الأخيرة، انتشرت منتجات النيكوتين غير المدخنة بسرعة بين الشباب في عدة دول أوروبية، ما دفع هيئات الصحة إلى التشديد على مخاطرها الخفية، خصوصاً أن تأثيراتها طويلة المدى في القلب والجهاز العصبي لم تُحسم بعد علمياً.
وتضع فرنسا نفسها في مقدمة الدول التي تسعى إلى تطبيق سياسة وقائية صارمة، معتبرة أن منع هذه المنتجات اليوم أفضل من مواجهة أجيال غداً تعاني تبعات الإدمان والأمراض المزمنة.