غارات إسرائيلية على البقاع وتصعيد جديد يهدد استقرار لبنان

غارات إسرائيلية على البقاع وتصعيد جديد يهدد استقرار لبنان
غارات إسرائيلية على جنوب لبنان - أرشيف

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، تنفيذه سلسلة غارات جوية استهدفت ما وصفها بـ"أهداف تابعة لحزب الله" في منطقة البقاع شرق لبنان، من بينها معسكرات خاصة بـ"قوة الرضوان"، وهي وحدة النخبة في الحزب. 

وفي المقابل، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية بأن الغارات بلغت سبعاً، وتركزت في منطقة الهرمل، ما أثار حالة من القلق بين السكان الذين يعيشون منذ سنوات في دائرة توتر دائم نتيجة التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله.

وأكد الجيش الإسرائيلي في بيانه أن المعسكرات التي استُهدفت كانت تُستخدم لتخزين وسائل قتالية، ولإجراء تدريبات وتأهيل عناصر بهدف تنفيذ "مخططات إرهابية" ضد إسرائيل. 

واعتبر أن هذا النشاط يشكل خرقاً للتفاهمات القائمة بين الجانبين منذ وقف إطلاق النار، ويُعد تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل. 

وتندرج هذه المزاعم ضمن الخطاب الإسرائيلي المتكرر الذي يسعى إلى تبرير عملياته العسكرية عبر اتهام حزب الله بخرق الاتفاقيات واستغلال المناطق اللبنانية لتجهيز قدراته العسكرية.

خطة لبنانية حساسة

تأتي هذه الغارات بعد أيام قليلة من جلسة مجلس الوزراء اللبناني التي رحبت فيها الحكومة بخطة عرضها الجيش لنزع سلاح حزب الله، وأعلنت أن المؤسسة العسكرية ستبدأ في تنفيذها ضمن إمكانات محدودة، وسط تحفظات على كشف تفاصيلها. 

وكانت الحكومة قد وضعت مطلع أغسطس مهلة حتى نهاية العام الجاري لتطبيق هذه الخطة، في ظل ضغوط أمريكية متزايدة، ومخاوف داخلية من أن تنفذ إسرائيل تهديداتها بفتح جبهة عسكرية جديدة، خاصة بعد الحرب الدامية التي شهدتها المنطقة واستمرت قرابة عام كامل.

يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 27 نوفمبر الماضي بوساطة أمريكية نص على حصر السلاح بيد الأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية اللبنانية، في محاولة لإعادة بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها. 

غير أن الواقع الميداني يكشف صعوبة كبيرة في تنفيذ هذا البند، إذ يظل حزب الله قوة عسكرية وسياسية مؤثرة داخل لبنان، وسط انقسام داخلي حاد حول دوره وسلاحه.

مخاوف إنسانية متصاعدة

تثير هذه التطورات مخاوف واسعة على المستوى الإنساني، حيث يعيش سكان منطقة البقاع، وخصوصاً الهرمل، تحت تهديد مستمر من الغارات الإسرائيلية، ما يزيد من حالة الهشاشة التي يعانيها لبنان جراء أزماته الاقتصادية والاجتماعية العميقة. 

ويخشى الأهالي أن يتحول التصعيد العسكري إلى مواجهة شاملة تجر البلاد إلى مزيد من الدمار والنزوح، على غرار ما حدث في الحرب الأخيرة التي تسببت في خسائر بشرية ومادية جسيمة.

تُظهر الغارات الإسرائيلية الأخيرة أن احتمالات الانفجار العسكري في لبنان ما زالت قائمة رغم الاتفاقات والوساطات الدولية. 

وبينما تحاول الحكومة اللبنانية الموازنة بين التزاماتها الدولية وضغوطها الداخلية، يبقى المدنيون هم الحلقة الأضعف في هذا الصراع، عالقين بين نيران الحسابات الإقليمية ومشاريع القوة التي تهدد استقرارهم اليومي وأمنهم الإنساني. 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية