على متن قارب مسروق.. سبعة مراهقين يعبرون البحر المتوسط إلى إيبيزا الإسبانية
على متن قارب مسروق.. سبعة مراهقين يعبرون البحر المتوسط إلى إيبيزا الإسبانية
شهدت جزيرة إيبيزا الإسبانية حادثة غير مسبوقة بعد وصول سبعة مراهقين جزائريين، جميعهم دون سن الثامنة عشرة، إلى شاطئ "بلاتجا دِن بوسا" على متن قارب مسروق.
وأظهرت مقاطع فيديو، نشرها المراهقون أنفسهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، تفاصيل رحلتهم التي استغرقت تسع ساعات في عرض البحر المتوسط، قاطعين مسافة تقارب 300 كيلومتر دون أي خبرة في الملاحة البحرية، بحسب ما ذكرت صحيفة "دياريو دي إيبيزا"، الاثنين.
وأكدت الصحيفة أن القارب المستخدم، وهو من طراز Open 550 المخصص للأنشطة الترفيهية، قد سُرق من أحد المرافئ في العاصمة الجزائرية قبل انطلاق الرحلة.
وذكر صاحب الزورق للسلطات أن المراهقين استولوا عليه وزوّدوه بالوقود والمستلزمات اللازمة قبل الإبحار.
وأوضحت الشرطة الإسبانية أن هذه هي المرة الأولى خلال عام 2025 التي يتمكن فيها قاصرون بمفردهم من الوصول إلى إيبيزا، في وقت كانت قوارب الهجرة غالباً تضم رجالاً بالغين ونساء.

فرحة الوصول وصدمة المجتمع
بعد وصولهم، ظهرت مقاطع مصورة تُظهر المراهقين داخل مركز احتجاز القُصَّر وهم بصحة جيدة ويلتقطون صوراً جماعية.
ورغم مظهرهم الطفولي الذي أثار تعاطفاً واسعاً، أثارت الحادثة صدمة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ بدت ابتساماتهم لا تعكس حجم المخاطر التي خاضوها ولا التهديدات التي كادت تودي بحياتهم.
تأتي هذه الحادثة في سياق ارتفاع أعداد المهاجرين غير النظاميين الوافدين على جزر البليار.
فبحسب إحصائيات السلطات الإسبانية، وصل إلى البلاد منذ بداية العام وحتى 31 أغسطس 21,721 مهاجراً عبر البحر، من بينهم أكثر من 12 ألفاً إلى جزر الكناري.
ورغم تراجع الأعداد هناك بنسبة تتجاوز 35% مقارنة بالعام الماضي، شهدت جزر البليار ارتفاعاً ملحوظاً من 2,717 وافداً في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024 إلى 4,852 خلال الفترة نفسها من عام 2025، معظمهم من الجزائر.
مآسٍ متكررة في البحر
وفي موازاة ذلك، تتواصل المآسي الإنسانية على السواحل الإسبانية. ففي صباح اليوم ذاته، عُثر على جثث سبعة مهاجرين غرقوا بعد وصول زورقين تقليديين إلى سواحل مقاطعة ألمرية، حيث كانا يقلان نحو 63 شخصاً بينهم نساء وأطفال.
وفقد 12 مهاجراً من المغرب العربي يوم 22 أغسطس أثناء محاولتهم بلوغ جزر البليار، فيما قُتل شخص وفُقد ثلاثة آخرون وأصيب 19 في غرق قارب صغير جنوب مايوركا في 20 من الشهر نفسه.
وتؤكد تقارير المنظمات الدولية أن البحر المتوسط لا يزال من أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث فقد أكثر من 670 شخصاً منذ مطلع العام الجاري، وفق إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة.
أزمة مراكز الإيواء
على الجانب الاجتماعي، تزداد معاناة مراكز إيواء القصر غير المصحوبين بذويهم في جزر البليار، إذ تؤكد وزارة الشباب أن القدرة الرسمية لا تتعدى 400 مقعد، بينما يعيش في الجزر أكثر من 600 قاصر.
وفي فورمينتيرا، يُخصص أكثر من 20% من ميزانية الجزيرة للعناية بالقصر المهاجرين، ما دفع رئيسة حكومة الجزر، مارغا بروهينس، إلى التحذير من "غرق" المؤسسات المحلية تحت وطأة الأعباء المتزايدة.
وأعلنت حكومة البليار في 27 أغسطس الماضي نيتها طلب إعلان "حالة طوارئ هجرة" على أراضيها، أسوة بجزر الكناري وسبتة، في ظل خلافات متصاعدة مع مدريد بشأن آلية توزيع الأطفال المهاجرين على الأقاليم الإسبانية.