الاتحاد النسائي السوداني: سوء التغذية يتسبب في وفاة طفل كل ساعتين

ناشد الاتحاد النسائي السوداني، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لمحاسبة الجناة وتقديم الدعم الإنساني للمتضررين من تداعيات النزاع المستمر في البلاد. 

وكشف الاتحاد في بيانه الموجه إلى سكرتارية القمة العالمية للشعوب، الثلاثاء، عن "حالة طوارئ جنسانية" مأساوية، يموت فيها طفل كل ساعتين بسبب سوء التغذية، في حين تواجه النساء والفتيات انتهاكات مروعة وسط انهيار كامل للخدمات الأساسية.

وأوضح التقرير، أن أكثر من 2.5 مليون امرأة وفتاة نازحات محرومات من خدمات الولادة الآمنة، في وقت تشكل فيه النساء والفتيات ما نسبته 54% من إجمالي المشردين قسرياً البالغ عددهم 14.3 مليون شخص. 

وأشار إلى أن الكارثة تتجسد بوضوح في مخيم "زمزم"، الذي يأوي نصف مليون نازح معظمهم من النساء والأطفال، حيث تم تسجيل وفاة طفل كل ساعتين نتيجة سوء التغذية الحاد.

جوع يفتك بالأسر

أعلنت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن 75% من الأسر التي تعولها نساء في السودان عاجزة عن تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية، في حين لا يتجاوز عدد الأسر التي تتمتع بالأمن الغذائي 1.9% فقط. 

وحذرت الهيئة من أن الوضع الغذائي يضعف القدرة على الصمود ويؤدي إلى انهيار البنية المجتمعية، حيث تتحمل النساء العبء الأكبر من الجوع والفقر والتشرد.

وكشف التقرير أيضاً عن تصاعد مروع للعنف الجنسي، إذ تم تسجيل 221 حالة اغتصاب لأطفال خلال عام واحد، بينهم 16 طفلاً لم يتجاوزوا سن الخامسة. 

وأكد أن الأزمة أدت إلى خروج 74% من الفتيات في سن الدراسة من مقاعد التعليم، ما يفاقم خطر زواج القاصرات ويهدد مستقبل جيل كامل من النساء.

نداء للتضامن الدولي

دعا الاتحاد النسائي السوداني القمة العالمية للشعوب وحركات التضامن الدولية إلى تسليط الضوء على الجرائم المرتكبة، والضغط لمحاسبة الجناة، إضافة إلى توفير الغذاء والماء والخدمات الأساسية للنساء والفتيات. 

وأكد الاتحاد أن حشد التمويل الدولي لسد الفجوة في الاستجابة الإنسانية يشكل أولوية عاجلة، مشدداً على أن "تضامن الشعوب هو خط الدفاع الأول في مواجهة الحروب والاستغلال والتهميش".

ويستمر النزاع السوداني منذ اندلاعه في إبريل 2023 في تفاقم الأزمة الإنسانية، إذ أدى إلى نزوح ملايين المدنيين وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية. 

وتأتي هذه المأساة الإنسانية في ظل عجز المجتمع الدولي عن فرض وقف لإطلاق النار، في حين تحذر منظمات الإغاثة من أن السودان يواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، مع تصاعد خطر المجاعة التي تهدد حياة مئات الآلاف، خاصة من النساء والأطفال.