فون دير لايين: مجاعة غزة من صنع البشر ولا يجوز أن تكون سلاح حرب
فون دير لايين: مجاعة غزة من صنع البشر ولا يجوز أن تكون سلاح حرب
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، اليوم الأربعاء، أن ما يجري في قطاع غزة يمثل “مجاعة من صنع البشر” يجب ألا تُستخدم سلاح حرب، مشددة على أن صور الأطفال الجوعى والأمهات اللاتي يحملن جثث أبنائهن "هزّت ضمير العالم".
جاءت تصريحاتها خلال كلمة أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، حيث شددت على أن "من أجل الأطفال، ومن أجل الإنسانية، يجب أن يتوقف هذا الوضع"، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأعلنت المسؤولة الأوروبية أن المفوضية ستعمل على فرض عقوبات على الوزراء الإسرائيليين "المتطرفين" وكذلك على المستوطنين المتورطين في أعمال عنف، إضافة إلى تعليق جزئي لاتفاق الشراكة التجاري مع إسرائيل، بما يشمل الامتيازات الجمركية والإعفاءات التي تستفيد منها.
وأوضحت أن هذه الخطوة تهدف إلى ممارسة ضغط سياسي واقتصادي على الحكومة الإسرائيلية لوقف سياساتها في غزة والضفة الغربية.
رفض لتقويض حل الدولتين
انتقدت فون دير لايين بشدة المشاريع الاستيطانية الأخيرة التي أقرتها إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة، معتبرة أنها تمثل "محاولة واضحة لتقويض حل الدولتين"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي لن يقبل بسياسات تهدف إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية وإفراغ الحل السياسي من مضمونه.
لكن المسؤولة الأوروبية اعترفت في الوقت نفسه بأن اتخاذ مثل هذه الإجراءات لن يكون سهلًا، في ظل الانقسام الواضح بين قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة عقب هجوم 7 أكتوبر 2023.
وبينما تطالب دول مثل إسبانيا وبلجيكا بموقف أكثر صرامة يشمل تعليق الاتفاقات التجارية، تفضل دول أخرى نهجًا أكثر حذرًا، وهو ما يعرقل تبني موقف موحد داخل الاتحاد.
تحركات وتصاعد الضغوط
أشارت فون دير لايين إلى أن بعض الدول الأعضاء بدأت بالفعل تتخذ إجراءات أحادية الجانب، مثل بلجيكا التي أعلنت الأسبوع الماضي فرض عقوبات اقتصادية وقنصلية على إسرائيل، إلى جانب نيتها الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في 22 أغسطس الماضي أن المجاعة تسود بعض مناطق قطاع غزة نتيجة الحصار المستمر ونقص المساعدات الإنسانية، في حين نفت إسرائيل ذلك متهمة حركة حماس بالاستيلاء على المساعدات.
ويأتي تصريح فون دير لايين ليعكس قلقًا أوروبيًا متزايدًا من خطورة الأوضاع الإنسانية، ويمثل دعوة صريحة لتحرك سياسي عاجل يضع حياة المدنيين فوق الحسابات الجيوسياسية.