مبعوث الأمم المتحدة: الصراع اليمني صدع يهدد استقرار المنطقة بأكملها

مبعوث الأمم المتحدة: الصراع اليمني صدع يهدد استقرار المنطقة بأكملها
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ

قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ إن الصراع اليمني يشكل "مرآة ومكبّراً لتقلبات المنطقة"، محذراً في إحاطته أمام مجلس الأمن من أن النزاع إذا تُرك دون حل، فسوف يعمّق التوتر الإقليمي ويتسبب في هزات ارتدادية تتجاوز حدود اليمن.

وأكد أن استمرار انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط ينعكس على اليمن، ما يفاقم الانقسامات الداخلية ويُبعد فرص تحقيق السلام المستدام، وأشار إلى "التصعيد المقلق" بين ميليشيا الحوثي وإسرائيل، معتبراً أن دورة العنف الحالية تزيد صعوبة الحل السياسي.

تصعيد ضد الأمم المتحدة

غروندبرغ وصف الاعتقالات الأخيرة التي طالت 22 من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء والحديدة بأنها "تصعيد صارخ من ميليشيا الحوثي"، مؤكداً أن احتجازهم واقتحام مقرات المنظمة يهدد قدرة الأمم المتحدة على دفع جهود السلام وتقديم الدعم الإنساني، وأضاف أن آلاف اليمنيين لا يزالون محتجزين بسبب النزاع، وأن التحرك لحل هذه القضية "قد طال انتظاره".

وحذّر المبعوث الأممي من النشاط العسكري المتجدد في الضالع ومأرب وتعز، مشيراً إلى أن أي خطأ في الحسابات قد يشعل حرباً شاملة بعواقب وخيمة على اليمن والمنطقة، أما اقتصادياً، فأكد أن التنمية لن تتحقق إلا عبر التعاون وإبعاد المؤسسات الوطنية عن التجاذبات السياسية.

من جانبه، حذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر من أن اليمن أصبح ثالث أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي، وأوضح أن 17 مليون يمني يعانون من نقص الغذاء، ومن المتوقع أن ينضم إليهم مليون شخص إضافي بحلول شباط المقبل، وقال: "في أسرة واحدة من كل خمس أسر، يقضي شخص يوماً وليلة كاملة من دون طعام".

بيئة عمل معقدة

رغم القيود ونقص التمويل، أكد فليتشر أن المنظمات الإنسانية تواصل الاستجابة لإنقاذ الأرواح في اليمن، مستشهداً بتدخلات في محافظة حجة عقب وفاة أطفال جوعاً في مخيمات النازحين، لكنه شدد على أن العوائق المالية والقيود الميدانية تمنع الوصول إلى جميع المحتاجين.

ووصف احتجاز موظفي الأمم المتحدة بأنه "مقلق للغاية وغير مقبول"، داعياً إلى الإفراج الفوري عنهم وإعادة المقرات المصادرة، وأضاف: "احتجاز موظفي الأمم المتحدة لا يطعم الجياع ولا يشفي المرضى ولا يحمي النازحين. يجب ألا نسمح للجوع الجماعي بتحديد مستقبل اليمن".

يدخل النزاع اليمني عامه العاشر وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ يواجه ملايين السكان خطر المجاعة في ظل انهيار اقتصادي وتراجع الخدمات الأساسية، ويعتمد أكثر من ثلثي السكان على المساعدات الإنسانية للبقاء، ورغم الجهود الأممية لإطلاق عملية سياسية شاملة، فإن التصعيد العسكري، والاعتقالات التعسفية، والقيود المفروضة على عمل المنظمات الإنسانية، ما زالت تعرقل فرص السلام وتضاعف معاناة المدنيين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية