وسط تصاعد العنف.. الفاشر تواجه جحيماً إنسانياً مع انهيار الخدمات وتفاقم النزوح

وسط تصاعد العنف.. الفاشر تواجه جحيماً إنسانياً مع انهيار الخدمات وتفاقم النزوح
نزوح السودانيين - أرشيف

شهد السودان خلال الساعات الماضية تصعيداً خطيراً للأزمة الإنسانية مع تواصل القتال في مدينة الفاشر، التي تعرضت لقصف عنيف ومكثف خلال الأيام الماضية. 

وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، بأن الهجمات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ستة مدنيين وإصابة العشرات، بينما دفعت موجة النزوح الجماعي آلاف الأسر إلى البحث عن مأوى ومصادر للغذاء والمياه، بحسب ما ذكر موقع أخبار الأمم المتحدة، الثلاثاء. 

وأكد دوغاريك، أن انهيار الخدمات الأساسية في المدينة بلغ مرحلة حرجة، حيث توقف نقل المياه بالشاحنات إلى المشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل، كما أغلقت المطابخ المجتمعية بعد نفاد الإمدادات الغذائية، ما جعل الفئات الأكثر ضعفاً عرضة للجوع الشديد وظروف لا يمكن احتمالها.

تفاقم الكارثة مع الفيضانات

تزامنت المعاناة الإنسانية مع كوارث طبيعية إضافية، إذ أوضحت تقارير الأمم المتحدة أن الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة دمرت مئات المنازل وشردت آلاف السكان. 

ففي ولاية الجزيرة وحدها نزح أكثر من أربعة آلاف شخص خلال يوم واحد، ودُمر 550 منزلاً بالكامل. 

وأدى ذلك إلى مضاعفة الاحتياجات العاجلة للمأوى والغذاء والمساعدات الطبية، في وقت تتآكل فيه قدرات منظمات الإغاثة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية ونقص التمويل.

غياب الدعم الكافي

واجه أكثر من 800 ألف شخص عادوا مؤخراً إلى مناطقهم أوضاعاً بالغة الصعوبة، حيث ما زالوا بحاجة ماسة إلى الدعم لإعادة بناء حياتهم المدمرة. 

وجددت الأمم المتحدة دعواتها لوقف الأعمال العدائية فوراً وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. 

وحثت المجتمع الدولي على زيادة الدعم لتفادي وقوع مزيد من الضحايا، مؤكدة أن الوضع في السودان يتطور بسرعة نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة.

المجاعة تلوح في الأفق

كشف برنامج الأغذية العالمي أن النزاع المتواصل أدى إلى معاناة 25 مليون شخص –أي ما يقارب نصف سكان السودان– من الجوع الحاد. 

وأوضح البرنامج أن نقص التمويل أجبره للمرة الأولى على تقليص دعمه في بعض المناطق التي ما زال قادراً على الوصول إليها. 

وحذر من أن البلاد تقترب من ذروة كارثة جديدة مع دخول موسم العجاف في أيلول سبتمبر الجاري، وهو ما يهدد بدفع ملايين الأشخاص إلى حافة المجاعة.

خلفية عن النزاع

اندلع القتال في السودان في منتصف أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد ملايين آخرين داخل البلاد وخارجها. 

وأدى الصراع إلى تدمير واسع للبنية التحتية والخدمات الأساسية، كما تسبب في واحدة من أسرع الأزمات الإنسانية نمواً في العالم، وفق توصيف الأمم المتحدة. 

وبينما يطالب المجتمع الدولي بوقف فوري لإطلاق النار، ما زالت المعاناة الإنسانية تتفاقم يوماً بعد آخر، وسط مخاوف من أن يتحول السودان إلى بؤرة مجاعة كبرى إذا لم يتم التحرك العاجل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية