الفيتو الأمريكي يشل مجلس الأمن مجدداً ويمنع وقف إطلاق النار في غزة
الفيتو الأمريكي يشل مجلس الأمن مجدداً ويمنع وقف إطلاق النار في غزة
أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس، مشروع قرار في مجلس الأمن كان يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، بعدما استخدمت حق النقض، رغم تصويت 14 دولة لصالحه.
المشروع الذي تقدمت به عشر دول غير دائمة العضوية تضمّن الإفراج عن جميع الرهائن، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، لكن الفيتو الأمريكي أطاح به، في موقف أثار انتقادات واسعة واتهامات بعرقلة أي تحرك دولي لإنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
المواقف الأمريكية والإسرائيلية
المندوبة الأمريكية مورغان أورتاغوس بررت الرفض بأن مشروع القرار لم يُدن حركة حماس ولم يقر بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مؤكدة أن الرئيس ترامب لن يقبل به أبدا، أما مندوب إسرائيل داني دانون فاعتبر أن القرار يردد دعاية حماس ويتجاهل وصفها منظمة إرهابية أو المطالبة بنزع سلاحها، مشددًا على أن إسرائيل لن تتوقف حتى هزيمة الحركة وعودة جميع الرهائن من قطاع غزة.
غضب فلسطيني وتنديد دولي
المراقب الدائم لدولة فلسطين رياض منصور وصف ما جرى بأنه ضربة قاسية لمصداقية مجلس الأمن، ودعا الدول إلى تحمل مسؤولياتها واتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك نشر قوة حماية دولية، أما مندوب الجزائر عمار بن جامع فاعتذر للشعب الفلسطيني واعتبر فشل المجلس ندبة في ضمير الإنسانية، متهمًا المجتمع الدولي بالتواطؤ عبر صمته.
مواقف روسيا والصين وأوروبا
الصين عبرت عن خيبة أملها، محذرة من أن استمرار القتال لن يحقق الأمن وسيزيد الموت والكراهية، بينما حمّلت روسيا الولايات المتحدة مسؤولية شل المجلس للمرة السابعة منذ اندلاع الحرب، فيما شددت فرنسا وبريطانيا على خطورة الكارثة الإنسانية في غزة، ودعتا إسرائيل لوقف هجومها ورفع القيود عن دخول المساعدات، ووصفت بريطانيا التوسع العسكري الإسرائيلي بأنه متهور ويبعد فرص التوصل إلى تسوية.
انقسام مجلس الأمن
رغم وحدة الموقف بين الأعضاء الأربعة عشر المؤيدين للقرار، فإن الفيتو الأمريكي جعل المجلس عاجزًا عن اتخاذ أي خطوة عملية، وقالت مندوبة الدنمارك، التي تحدثت باسم الدول الراعية للمشروع، إن ما جرى لا يعكس سوى إرادة مضادة لتوقعات المجتمع الدولي الذي انتخب هذه الدول لحمل صوته.
مجلس الأمن الدولي يضم خمسة أعضاء دائمين يملكون حق النقض هم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى عشرة أعضاء غير دائمين يتم انتخابهم لفترات محددة، ومنذ اندلاع الحرب في غزة عقب هجمات السابع من أكتوبر 2023، استخدمت واشنطن الفيتو عدة مرات لمنع قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار أو إدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفي المقابل، شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تصويتات متكررة لصالح قرارات غير ملزمة تطالب بوقف الحرب، ما يعكس الهوة المتزايدة بين الإرادة الدولية وعجز مجلس الأمن عن التحرك.