"الموت أرحم".. لحظات مؤلمة يعيشها الفلسطينيون في جنوب غزة

استقبل مستشفى الشفاء في غزة، اليوم السبت، جثتين فوجئ مدير المستشفى الذي تعرّف عليهما أنهما لأخيه وزوجة أخيه، في مشهد يختزل حجم المعاناة اليومية للكوادر الطبية والمواطنين على حد سواء.

وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، مقتل عشرين شخصاً منذ فجر السبت في مدينة غزة وحدها نتيجة القصف الإسرائيلي، فيما أبلغ مدير المستشفى، محمد أبو سلمية، وكالة فرانس برس، بما شهد من استقبال للقتلى والمصابين واصفاً المشهد بأنه "مفجع".

استقبل مستشفى الشفاء، وهو من المرافق القليلة المتبقية العاملة في القطاع، تدفقات مستمرة من القتلى والمصابين منذ توسيع العمليات البرية الإسرائيلية في منتصف سبتمبر، مما وضع الطواقم الطبية تحت ضغط هائل وسط نقص حاد في الأدوية واللوازم.

تصاعد موجات النزوح

نزح آلاف المدنيين من مدينة غزة هرباً من القصف، حيث قدّرت الأمم المتحدة نزوح نحو نصف مليون نسمة من المدينة إثر العمليات العسكرية المتواصلة، فيما بات مئات الآلاف بلا مأوى قابل للسكن في ظل اكتظاظ المخيمات والملاجئ.

اشتكى نازحون من غياب خيارات النزوح لعدم توفر المال أو وسائل النقل، وقال أحد النازحين من جنوب غزة، محمد نصّار، إنه لا يملك مالاً للنزوح وإن تكلفة التنقّل باهظة، فبقي مع أسرته تحت الخيمة وسط نقص الطعام والشراب، مردفاً بمرارة "الموت أرحم".

وأشارت وكالات الإغاثة إلى أن دخول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع ما زال مقيداً، وأن مخزون الملاجئ ومرافق الإمداد التابع لوكالات الإغاثة شبه مُنقطع منذ أشهر، وهو ما فاقم من هشاشة الوضع الغذائي والصحي لآلاف الأسر النازحة.

دعوة لوقف إطلاق النار

دعت منظمات الأمم المتحدة والهيئات الإنسانية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتمكين ممرات آمنة لإدخال المساعدات وحماية المدنيين، محذّرة من وصول الوضع إلى مراحل مجاعة وسوء تغذية حاد بين الأطفال وكبار السن.

وروت نازحة تُدعى رائدة العمارين أنها لا تملك عشرة شيكل لشراء كيس خبز، وأن أسعار النقل بلغت حدوداً لا تطاق، ما يجعل الخيار أمام العائلات محصوراً بين البقاء تحت القصف أو رحلة نزوح بلا ضمانات، وهو واقع تولّد عنه إحساس عميق باليأس.

ودعا فاعلون إنسانيون المجتمع الدولي إلى الضغط لفتح ممرات إنسانية فورية وتسهيل وصول الوقود والإمدادات الطبية وإعادة تشغيل المرافق الصحية، مؤكدين أن أي تأخير إضافي سيعني خسائر بشرية أكبر ومأساة إنسانية يصعب بعدها التعافي.