وصول أكثر من 1150 مهاجراً إلى بريطانيا خلال يومين عبر المانش

وصول أكثر من 1150 مهاجراً إلى بريطانيا خلال يومين عبر المانش
الهجرة عبر المانش - أرشيف

أعلنت السلطات البريطانية أن أكثر من 1150 مهاجراً وصلوا خلال يومي 19 و20 سبتمبر الجاري، في تدفق اعتُبر الأكبر منذ بداية الخريف، ففي يوم الجمعة وحده، عبر 1072 شخصاً على متن 13 قارباً صغيراً انطلقوا من السواحل الفرنسية.

ووصل 85 آخرون يوم السبت على متن قارب واحد فقط، وتعكس هذه الأرقام هشاشة أي محاولات رسمية لوقف هذه الموجات التي تكاد تتحول إلى مشهد يومي مألوف على السواحل البريطانية، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز"، الاثنين.

تزامن هذا التدفق مع تنفيذ بريطانيا وفرنسا لآليتهما الجديدة المعروفة بـ"واحد مقابل واحد"، حيث أرسلت لندن، مساء الجمعة، مهاجراً إيرانياً إلى فرنسا في إطار الاتفاق الذي يقوم على إعادة المهاجرين القادمين عبر المانش مقابل استقبال لندن مهاجرين آخرين من فرنسا لديهم روابط أسرية في المملكة المتحدة

ورغم تقديم الاتفاقية بوصفها حلاً عملياً، فإن منظمات حقوقية وصفتها بأنها "تبادل بشري" يتجاهل الظروف الإنسانية المعقدة لكل فرد.

معوقات قضائية وتشريعية

لم يكن تطبيق الاتفاق سهلاً على حكومة حزب العمال الجديدة، ففي 16 سبتمبر، أوقفت المحكمة العليا ترحيل مهاجر إريتري طعن في القرار، مؤكداً أنه ضحية اتجار بالبشر. 

وأبرزت هذه الحالة التوتر بين السلطة التنفيذية والقضاء، ودعت وزيرة الداخلية شبانة محمود إلى مراجعة "تشريعات العبودية الحديثة" للحد مما وصفته بـ"إساءة استخدامها" لعرقلة الترحيل. 

وفي المقابل، ترى المنظمات غير الحكومية أن هذه القوانين ضمانة أساسية لحقوق المهاجرين وحمايتهم من الإعادة القسرية.

إخلاء سبيل المعتقلين

واصلت منظمات إنسانية مثل "إخلاء سبيل المعتقلين المهاجرين بكفالة" انتقاد غياب الوضوح في آليات الاتفاقية، ما يفتح الباب أمام طعون قضائية متكررة. 

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن طائرتين كان من المفترض أن تقلّا مهاجرين إلى فرنسا هذا الأسبوع غادرتا فارغتين بعد أن حالت الطعون دون تنفيذ الترحيل. 

ويعكس هذا المشهد صراعاً محتدماً بين الحكومة الساعية لإظهار الحزم، ومنظمات حقوق الإنسان التي تتمسك بمبادئ القانون الدولي والكرامة الإنسانية.

أرقام مثيرة للجدل

منذ بداية العام الجاري، وصل أكثر من 31 ألف مهاجر إلى السواحل البريطانية، في رقم قياسي لم يسجَّل في مثل هذه الفترة من العام من قبل. 

ورغم الإجراءات المشددة، يبدو أن تدفق المهاجرين لن يتوقف قريباً، بل إن وتيرته تتصاعد. 

ورغم أن عام 2022 شهد وصول 45,774 مهاجراً، فإن أعداد عام 2025 قد تكسر هذا الرقم مع استمرار الظروف الطاردة في بلدان المصدر من جهة، وعدم وجود حلول إنسانية أوروبية جذرية من جهة أخرى.

البعد الإنساني الغائب

وراء هذه الأرقام المتزايدة قصص إنسانية مأساوية لمهاجرين يهربون من الحروب أو الجوع أو الملاحقة السياسية، ويخاطرون بأرواحهم في قوارب لا تصلح للإبحار. 

وبينما تتعامل الحكومات مع هذه الظاهرة بمنطق أمني وقضائي، يغيب النقاش الجاد حول جذور الأزمة وأسبابها الحقيقية. 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية