غرق ثلاثة مهاجرين بينهم قاصران أثناء محاولتهم عبور المانش
غرق ثلاثة مهاجرين بينهم قاصران أثناء محاولتهم عبور المانش
توفي ثلاثة مهاجرين، بينهم قاصران، أثناء محاولتهم عبور بحر المانش في رحلة محفوفة بالمخاطر نحو الأراضي البريطانية، وازداد بذلك عدد الضحايا في هذه القناة الإنجليزية التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مقبرة مفتوحة للمهاجرين الباحثين عن مستقبل أفضل.
وأعلن محافظ منطقة با-دو-كاليه، المسؤول لوران توفيه، في مؤتمر صحفي بميناء بولوني-سور-مير، أنّ الحادث البحري أسفر أيضًا عن فقدان ثلاثة أشخاص آخرين بعد انقلاب قارب قرب نيوفشاتيل-هارديلو جنوب كاليه، مؤكداً أنّ قوات الدرك تمكنت من إنعاش مهاجر كان على وشك الغرق.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، الأربعاء، أنّ عدد الوفيات الناجمة عن هذه المحاولات منذ بداية العام ارتفع إلى ما لا يقل عن 23 حالة.
استمرار الدراما الإنسانية
وقعت المأساة الجديدة قبالة سواحل سانغات القريبة من كاليه، وهي منطقة تشهد بشكل متواصل محاولات عبور سرية باستخدام قوارب مطاطية صغيرة.
وجاءت بعد يوم واحد فقط من وفاة امرأة مهاجرة في المملكة المتحدة، توفيت إثر إنقاذها من قارب غارق، بحسب شرطة مقاطعة كِنت، كما سبق أن لقيت امرأة صومالية ثلاثينية مصرعها الشهر الماضي في حادث مشابه.
تستمر محاولات الهجرة غير النظامية رغم الإجراءات الأمنية المشددة على طرفي المانش من قبل باريس ولندن، ويستغل المهربون هشاشة أوضاع المهاجرين، مستفيدين من desperation ورغبة الكثير منهم في الالتحاق بعائلاتهم في بريطانيا.
ومن بين آخر الاتفاقيات بين البلدين، ما يعرف بآلية "واحد مقابل واحد" التي دخلت حيز التنفيذ في أغسطس الماضي، والتي تنص على إعادة مهاجر إلى فرنسا مقابل قبول مهاجر آخر لديه روابط عائلية في بريطانيا، غير أن الاتفاقية لاقت انتقادات محلية واسعة لغياب التشاور مع المجتمعات الحدودية.
حملات دعائية وتحذيرات
أطلقت الحكومة البريطانية مؤخرًا حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف المهاجرين في شمال فرنسا، محذرة إياهم من مخاطر العبور.
وتشبه هذه الحملة محاولات سابقة استهدفت مهاجرين من ألبانيا وفيتنام، لكنها لم تحقق نتائج ملموسة، ومع ذلك، يواصل عدد الواصلين إلى بريطانيا الارتفاع، ما يضع حكومة رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر أمام ضغط سياسي متزايد، وسط مظاهرات معادية للمهاجرين أمام الفنادق التي يقيم فيها طالبو اللجوء.
تكشف تقارير إعلامية، بينها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، عن تغيّر في أساليب عمل شبكات التهريب، حيث باتت تستخدم ما يعرف بـ"قوارب التاكسي"، التي تتحرك بمحاذاة الساحل وتلتقط المهاجرين من نقاط محددة مسبقًا داخل المياه، لتفادي المراقبة البرية.
وتظهر هذه الأساليب مدى التنظيم والتطور الذي وصلت إليه شبكات التهريب، مما يزيد من صعوبة السيطرة على الظاهرة.
أرقام قياسية للواصلين
تجاوز عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى السواحل البريطانية منذ بداية عام 2025 أكثر من 30 ألف شخص، بحسب وزارة الداخلية البريطانية، وهو رقم قياسي مقارنة بالفترة نفسها من الأعوام الماضية.
وشهد يوم السبت الماضي وحده وصول 17 قاربًا على متنها أكثر من ألف مهاجر، ما يعكس استمرار الضغط الكبير للهجرة غير النظامية عبر المانش رغم المخاطر الإنسانية والسياسية المتصاعدة.