أزمة إنسانية.. تزايد أعداد المهاجرين إلى بريطانيا عبر المانش خلال 2025

أزمة إنسانية.. تزايد أعداد المهاجرين إلى بريطانيا عبر المانش خلال 2025
عبور المانش- أرشيف

أظهرت بيانات جديدة صادرة عن وزارة الداخلية البريطانية، اليوم الخميس، أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة هذا العام تجاوز بالفعل إجمالي عدد الوافدين خلال العام الماضي، في مؤشر على استمرار أزمة الهجرة غير النظامية عبر قناة المانش.

وأكدت وزارة الداخلية أن ما يقارب 36,954 مهاجراً عبروا القنال الإنجليزي منذ بداية العام، مقارنةً بـ36,816 مهاجراً في عام 2024 بأكمله، مما يعني أن وتيرة العبور لا تزال مرتفعة رغم محاولات الحكومة البريطانية الحد منها، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وسُجِّل الرقم القياسي في عام 2022 حين بلغ عدد المهاجرين الذين عبروا القنال 45,774 شخصاً، وهو أعلى رقم تم تسجيله منذ بدء رصد هذه الظاهرة.

تفاقم أزمة الهجرة

أشارت التقارير الرسمية إلى أن معظم المهاجرين ينطلقون من سواحل شمال فرنسا على متن قوارب صغيرة متهالكة، في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم. 

وتزايدت المخاوف الإنسانية مع غرق عدد من القوارب في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى مقتل العشرات، بينهم نساء وأطفال كانوا يسعون للوصول إلى الأراضي البريطانية بحثاً عن حياة أفضل أو لجوء سياسي.

وحاولت حكومة رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك مراراً اتخاذ إجراءات صارمة للحد من عبور القنال، من خلال اتفاقيات مع فرنسا لتعزيز المراقبة الحدودية، وخطط مثيرة للجدل لترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى رواندا. 

إلا أن هذه السياسات واجهت انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان، التي وصفتها بأنها "غير إنسانية" وتتجاهل القوانين الدولية الخاصة بحق اللجوء.

أبعاد إنسانية وسياسية

وتفاقمت الضغوط على الحكومة مع استمرار تدفق المهاجرين رغم الإجراءات الأمنية، حيث يرى المراقبون أن الأزمة تعكس فشل السياسات الأوروبية في معالجة جذور الظاهرة، مثل الفقر، وعدم الاستقرار السياسي، والنزاعات في مناطق الشرق الأوسط وإفريقيا. 

ودعا ناشطون بريطانيون إلى تبني نهج أكثر إنسانية يوازن بين حماية الحدود وضمان حق اللجوء لمن يفرون من الحروب والاضطهاد.

وبدأت أزمة القوارب الصغيرة بالتصاعد منذ عام 2018، عندما تزايدت أعداد المهاجرين الذين اختاروا البحر كطريق بديل بعد تشديد القيود البرية في أوروبا. 

ومنذ ذلك الحين، تحولت مياه القنال الإنجليزي إلى نقطة توتر دائمة بين لندن وباريس، وسط تبادل الاتهامات بشأن تقصير كل طرف في التصدي لشبكات التهريب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية