يواجهون الخطر يومياً.. أطفال السودان محاصرون بين الحرب والمجاعة

يواجهون الخطر يومياً.. أطفال السودان محاصرون بين الحرب والمجاعة
أطفال في السودان - أرشيف

يتواصل النزاع في السودان للعام الثالث، وسط مأساة إنسانية متفاقمة يعيشها الأطفال بشكل يومي، حيث يواجهون خطر الموت جوعًا أو تحت وابل القصف، في انتهاك صارخ لحقوقهم الإنسانية، في حين يواصل العالم تجاهل معاناتهم. 

وفي هذا السياق، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في بيان، الثلاثاء، مقتل 11 طفلًا تراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا وإصابة العشرات، جراء هجوم بطائرة مسيرة استهدف مسجدًا في مدينة الفاشر غربي السودان قبل ثلاثة أيام.

وكشفت تقارير ميدانية حجم الكارثة التي خلفها الهجوم، مؤكدة أن عدد المصابين يفوق بكثير الأرقام الأولية المعلنة، ولم تتوقف المأساة عند سقوط الضحايا، بل امتدت لتشمل أضرارًا جسيمة لحقت بالمنازل المجاورة

وفقد القطاع الصحي ثلاثة من أطبائه بعدما لقوا حتفهم خلال الغارة، وفق بيان مشترك صادر عن اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان وشبكة أطباء السودان، ويعكس هذا البيان حجم الانهيار الذي طال البنية الطبية الهشة أصلًا في البلاد.

حرمان من الأساسيات

وصفت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاترين راسل، الهجوم بأنه "صادم وغير معقول"، مشددة على أن الأطفال يُستهدفون ويُقتلون ويُشوَّهون في صراع لم يبدؤوه ولا يملكون القدرة على السيطرة عليه. 

وأوضحت أن أطفال الفاشر يعيشون تحت حصار خانق منذ أكثر من 500 يوم فرضته قوات الدعم السريع، ما حرمهم من الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، وأجبرهم على رؤية مشاهد من العنف لا ينبغي لأي طفل أن يراها.

كشفت راسل أن طائرة مسيرة استهدفت يوم الأحد الماضي صهريج مياه مخصصًا لليونيسف، كان في طريقه لتزويد نحو 8500 نازح ومريض بالمياه النظيفة، وهو ثالث هجوم من نوعه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. 

وحذرت من أن مثل هذه الاعتداءات تقطع شريان الحياة عن الأسر في وقت تتزايد فيه معدلات سوء التغذية والأمراض بين الأطفال. 

واتهمت منظمات محلية ونشطاء، إلى جانب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع فجراً أثناء صلاة الجمعة، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصًا.

أزمة إنسانية غير مسبوقة

أكدت منظمة الصحة العالمية أن النزاع الدائر في السودان منذ اندلاعه أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص، في حين شُرّد ما يقارب 12 مليونًا آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. 

ودفع هذا الوضع الملايين إلى حافة المجاعة، ليصبح واحدًا من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، في ظل عجز المجتمع الدولي عن فرض حلول عملية توقف دوامة العنف التي تبتلع المدنيين بلا رحمة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية