وسط قصف متواصل.. استشهاد 30 فلسطينياً وإصابة العشرات في غزة

وسط قصف متواصل.. استشهاد 30 فلسطينياً وإصابة العشرات في غزة
آثار الدمار في غزة - أرشيف

شهد قطاع غزة منذ فجر اليوم السبت، تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً واسع النطاق أسفر عن استشهاد 30 فلسطينياً وإصابة العشرات، وفق ما أفادت مصادر طبية وشهود عيان. 

واستهدفت الغارات الجوية والقصف المدفعي منازل مأهولة بالسكان، ومناطق تجمع المدنيين المنتظرين للمساعدات، في وقت وصف فيه الفلسطينيون العمليات بأنها "إبادة جماعية" تهدد بقاءهم.

أكدت وزارة الصحة في غزة، في بيان لها، اليوم، نقلاً عن تقارير المستشفيات ومراكز الإسعاف، أن حصيلة الشهداء خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بلغت 83 شخصاً، في حين أصيب 216 بجروح متفاوتة. 

وأوضح البيان أن استهداف الأحياء السكنية جاء بشكل مباشر، ما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا بين النساء والأطفال، إضافة إلى تدمير عشرات المنازل على رؤوس ساكنيها.

عائلات تحت الأنقاض

شهد حي التفاح شمال مدينة غزة واحدة من أبشع المآسي، حيث أدى قصف منزل لعائلة إلى استشهاد 10 أشخاص فيهم نساء وأطفال، في حين لا يزال 13 آخرون محاصرين تحت الركام وسط محاولات إنقاذ صعبة في ظل غياب المعدات الثقيلة. 

وفي مخيم الشاطئ، قتلت غارة أخرى ستة أفراد من عائلة واحدة بعد استهداف منزلهم، في حين سقط فلسطيني في حي الرمال إثر قصف شقة سكنية.

وواصلت القوات الإسرائيلية استهداف مناطق متفرقة من القطاع، إذ استخدمت عربات مفخخة لتدمير منازل في حي تل الهوى ومنطقة النفق، وسط إطلاق نار كثيف في حي النصر. 

وطال القصف الجوي مناطق النصيرات والزوايدة، حيث استشهد تسعة من عائلة واحدة بينهم امرأة وأطفالها في النصيرات، في حين لقي ثلاثة فلسطينيين من عائلة أخرى حتفهم في الزوايدة، كما استشهد مدني كان ينتظر المساعدات برصاص الجنود الإسرائيليين قرب محور نتساريم.

استهداف البحر والمساعدات

قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية سواحل خان يونس جنوب القطاع، في حين أطلقت الآليات العسكرية النار بشكل مباشر على محيط مركز توزيع المساعدات في نتساريم، ما فاقم حالة الذعر بين النازحين الذين يتدفقون بشكل يومي إلى هذه المناطق على أمل الحصول على الغذاء والماء.

وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من مجاعة وشيكة تهدد مناطق دير البلح وخان يونس، نتيجة الحصار المستمر وتدمير البنية التحتية وانقطاع إمدادات الغذاء. 

وأكد المكتب أن أكثر من 388 ألف فلسطيني فروا من شمال القطاع خلال الأسابيع الماضية إلى مناطق وسط وجنوب غزة، لكن تلك المناطق نفسها تعاني أوضاعاً كارثية، حيث لا تصل إليها المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ.

خلفية إنسانية قاتمة

تفاقم هذه التطورات الميدانية الكارثية الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها سكان غزة منذ بداية الحرب، مع انهيار المنظومة الصحية وغياب الغذاء والماء والكهرباء، وسط إصرار المجتمع الدولي على التحذير دون اتخاذ خطوات عملية لوقف التصعيد. 

ويشير مراقبون إلى أن استمرار هذه العمليات قد يؤدي إلى نتائج إنسانية مدمرة قد تتجاوز حدود القطاع لتطول الاستقرار الإقليمي برمته.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية