مع تواصل الحصار.. آلاف المدنيين يواجهون كارثة إنسانية في الفاشر

مع تواصل الحصار.. آلاف المدنيين يواجهون كارثة إنسانية في الفاشر
نزوح السودانيين - أرشيف

منذ العاشر من مايو 2024 تواصل قوات الدعم السريع فرض حصار خانق على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في وقت تشكل فيه المدينة مركزاً رئيسياً للعمليات الإنسانية التي تغطي الولايات الخمس في الإقليم. 

ورغم التحذيرات الأممية والدولية المتكررة من خطورة التصعيد العسكري، فإن الأوضاع الإنسانية تزداد تدهوراً، مع تضييق الخناق على مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين.

حمّلت شبكة أطباء السودان، في بيان لها، اليوم السبت، قوات الدعم السريع المسؤولية المباشرة عمّا وصفته بـ"الجريمة الممنهجة" في الفاشر، مشيرةً إلى أن ما يجري تجاوزَ حدود الأزمة الإنسانية التقليدية ليصبح استهدافاً متعمداً لحياة المدنيين. 

وأكدت الشبكة أن كل يوم يمر من دون إدخال مساعدات غذائية ودوائية فهو بمنزلة "حكم بالإعدام الجماعي" على سكان المدينة.

وفيات بين الأطفال والنساء

كشفت الشبكة عن ارتفاع الوفيات نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص الرعاية الصحية، حيث بلغ عدد الضحايا بين الأطفال والنساء 23 حالة خلال الأسابيع الأخيرة. 

وتزامن ذلك مع صعوبات متزايدة في إدخال المساعدات الإنسانية، حيث تمنع القوات المسيطرة قوافل الإغاثة من الوصول إلى الفاشر، ما أدى إلى تراجع المخزون الطبي وانعدام المواد الأساسية مثل الحليب والأدوية المنقذة للحياة.

سجلت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور أمس ثلاث وفيات جديدة و102 إصابة بالكوليرا، ليرتفع إجمالي الحالات المسجلة منذ بدء التفشي إلى أكثر من 13,200 إصابة و557 وفاة. 

ويعكس هذا الوضع انهياراً شبه كامل للبنية الصحية، حيث تعجز المراكز القليلة العاملة عن استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى وسط نقص فادح في الأدوية والمحاليل الوريدية.

أرقام صادمة للضحايا

أشارت شبكة أطباء السودان، في بيان سابق، إلى وفاة 239 طفلاً في الفاشر منذ مطلع العام الجاري، معظمهم بسبب الجوع ونقص الدواء. 

وتؤكد هذه الأرقام خطورة الحصار المستمر، إذ يحوّل المدنيين إلى ضحايا صامتين في حرب طويلة الأمد يدفع ثمنها الأبرياء.

وتعدّ مدينة الفاشر من كبرى مدن إقليم دارفور وأكثرها أهمية استراتيجياً، حيث لعبت منذ اندلاع الصراع في عام 2003 دوراً محورياً في استقبال النازحين وتوزيع المساعدات الإنسانية. 

ومع استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، تحولت المدينة إلى ساحة صراع مفتوحة، لتجد نفسها اليوم محاصرة في مشهد يعيد للأذهان أسوأ فصول مأساة دارفور التي حصدت مئات الآلاف من الأرواح وأدت إلى نزوح الملايين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية