صوت يبحث عن الاعتراف.. تمثيل ضعيف للمرأة الصومالية في الإعلام

صوت يبحث عن الاعتراف.. تمثيل ضعيف للمرأة الصومالية في الإعلام
إعلاميات في الصومال - أرشيف

في الصومال، حيث تتقاطع النزاعات المسلحة الممتدة منذ عقود مع موجات الجفاف والنزوح القسري، يبقى الإعلام مرآة لواقع متقلب ومعقد، لكن خلف هذه الصورة، يبرز غياب واضح لنصف المجتمع: النساء. 

هذا الغياب لا يعني فقط ضعف التمثيل، بل إقصاء متعمد لصوت قادر على إعادة صياغة الخطاب العام وكسر الصمت التاريخي المفروض عليهن، بحسب ما ذكرت وكالة “JINHA”، اليوم الاثنين.

يؤدي تغييب المرأة عن المشهد الإعلامي إلى تقديم صورة ناقصة عن الواقع، حيث تُهمَّش قضاياها في السياسة والاقتصاد وحتى في المجال الإنساني. 

وتؤكد الناشطة الصومالية، ليلى جامع، أن "الإعلام الذي لا يتيح للنساء مساحة عادلة يظل إعلاماً ناقصاً مهما بلغت قوته"، مشيرة إلى أن حضور النساء ليس مجرد إضافة مهنية، بل هو فعل مقاومة يعيد تعريف من يحق له الحديث باسم المجتمع.

صوت في غرف الأخبار

وجود الصحفيات الصوماليات يفتح الباب أمام تناول قضايا غالباً ما يتم إغفالها، مثل العنف الأسري، الزواج المبكر، ختان الإناث، والحرمان من التعليم. 

عندما تكتب صحفية عن معاناة امرأة فقدت أطفالها بسبب الجفاف، أو تسلّط الضوء على نساء عالقات في مخيمات النزوح، فإنها لا تنقل خبراً فحسب، بل تمنح إنسانية غائبة فرصة للاعتراف.

في السنوات الأخيرة، وفرت المنصات الرقمية مجالاً أوسع لحرية التعبير النسائية، حيث تجاوزت العديد من الصحفيات قيود المؤسسات الإعلامية التقليدية. 

وباتت وسائل التواصل الاجتماعي منبراً للتأثير المباشر، وبناء رأي عام أكثر توازناً. تقول ليلى جامع: "الفتيات اللواتي يرين امرأة صومالية تقدم برنامجاً أو تحقق في تقرير صحفي يدركن أن لهن حقاً في المشاركة والمنافسة".

عقبات ثقيلة ومخاطر

رغم هذه المساحات الجديدة، تواجه الصحفيات الصوماليات تهديدات أمنية مباشرة، إلى جانب العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتمييز داخل المؤسسات الإعلامية. 

كما أن ضعف الحماية القانونية وغياب برامج التدريب والدعم يزيد من هشاشة وضعهن. وإذا لم تتم معالجة هذه التحديات، فإن فرص تمكين حرية التعبير النسائية ستظل محدودة، لتبقى نصف الحقيقة غائبة.

وترى ليلى جامع، أن "حرية التعبير في أي مجتمع لن تكون كاملة ما لم يكن للمرأة نصيب عادل منها"، معتبرة أن دعم الإعلاميات ليس ترفاً بل استثمار في حرية المجتمع بأكمله، فحضور النساء لا يقتصر على نقل الأخبار، بل يشمل التثقيف والمساءلة وصناعة القرار العام. 

وتقول جامع: إن كل قصة ترويها صحفية صومالية هي خطوة نحو مجتمع أكثر عدلاً.

دعم مؤسسي ومجتمعي

اليوم، وبعد أن شقت المرأة الصومالية طريقها بصعوبة إلى الإعلام، باتت الحاجة ملحة لدعم مؤسسي يحميها ويوفر التدريب والتأهيل، إلى جانب تضامن مجتمعي ونسوي داخلي وخارجي. 

ومن دون ذلك، ستبقى مشاركتها محدودة، وسيبقى المجتمع الصومالي محروماً من نصف الحقيقة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية