غزة تحت الحصار والقصف.. نزوح جماعي وشهداء وسط تفاقم الأزمة الإنسانية

غزة تحت الحصار والقصف.. نزوح جماعي وشهداء وسط تفاقم الأزمة الإنسانية
آثار الدمار في غزة - أرشيف

واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في قطاع غزة عبر تشديد الحصار الخانق وتكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي، ما أجبر آلاف العائلات الفلسطينية على النزوح جنوباً في ظروف بالغة القسوة، بحثاً عن ملاذ آمن بات شبه معدوم مع امتداد الهجمات إلى مختلف أنحاء القطاع.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها، اليوم الخميس، أنّ الطائرات الإسرائيلية شنت سلسلة من الغارات على شقق سكنية في شرق دير البلح وسط قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد تسعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، فضلاً عن إصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة. 

كما طالت الغارات الإسرائيلية خيمة للنازحين في غرب المدينة، ما عمّق مأساة العائلات التي كانت تبحث عن الأمان خارج منازلها.

تطويق مدينة غزة

استكملت القوات الإسرائيلية تطويق مدينة غزة وعزلها عن بقية المناطق، في حين تعرضت أحياء تل الهوى والصبرة والزيتون لقصف مكثف أجبر السكان على النزوح في مشاهد إنسانية مأساوية. 

وأسفر القصف عن استشهاد خمسة مدنيين على الأقل داخل منازلهم في مخيم الشاطئ غرب المدينة، وهو ما يعكس سياسة ممنهجة تستهدف المدنيين داخل بيوتهم.

وشهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية تصعيداً غير مسبوق، حيث استشهد أكثر من 85 مدنياً في أنحاء متفرقة من القطاع، بينهم 53 شخصاً في مدينة غزة وحدها. 

وتزامن ذلك مع تدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية نتيجة انعدام الغذاء والماء والدواء، في ظل استمرار سياسة التجويع الجماعي التي تفرضها إسرائيل منذ عام كامل تقريباً.

ضحايا سوء التغذية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ حصيلة الوفيات الناتجة عن سوء التغذية ارتفعت خلال الساعات الأخيرة إلى حالتين جديدتين، إحداهما لطفل، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 455 شهيداً منهم 151 طفلاً. 

ويعكس هذا الرقم المأساوي حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة بسبب الحصار ومنع دخول المواد الأساسية.

وترتكب القوات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية موثقة في قطاع غزة، خلّفت حتى الآن 66 ألفاً و148 شهيداً، وأكثر من 168 ألفاً و716 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء. 

وتؤكد هذه الحصيلة الضخمة أن ما يجري ليس مجرد عمليات عسكرية، بل سياسة منظمة تهدف إلى محو الوجود الفلسطيني في القطاع، وسط صمت دولي متواصل وانتقادات محدودة لا توازي حجم الكارثة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية