جريمة عنصرية.. الحبس 5 سنوات لامرأة حاولت قتل طفلة فلسطينية في تكساس
جريمة عنصرية.. الحبس 5 سنوات لامرأة حاولت قتل طفلة فلسطينية في تكساس
لم تكن والدة الطفلة الفلسطينية الأمريكية ليلى (اسم مستعار) تتخيل أن لحظة اللعب البريئة على أطراف المسبح ستتحول إلى كابوس لا يُنسى.. في ذلك اليوم من مايو 2024، كان صوت المياه وضحكات الأطفال يملآن المكان، قبل أن يتبدد كل شيء حين اندفعت امرأة غريبة نحو ابنتها ذات الأعوام الثلاثة، محاولةً إغراقها وسط صرخات الرعب.
تقول الأم في رواية وثقتها الشرطة لاحقاً: "كانت تمسك بها بقوة وتغمر رأسها بالماء، لم أستطع التفكير.. كل ما أردته هو أن أنقذها، أن أسمع صوتها من جديد"، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز"، اليوم السبت.
تلك اللحظة التي كادت تُنهي حياة الطفلة، كانت بداية لقضية هزّت المجتمع الأمريكي، وأعادت تسليط الضوء على تصاعد موجة الكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين في الولايات المتحدة.
حكم يفتح باب الأسئلة
أصدرت محكمة في ولاية تكساس الأمريكية، أمس الجمعة، حكماً بالسجن خمس سنوات بحق إليزابيث وولف (43 عاماً) بعد إدانتها بمحاولة قتل الطفلة ومحاولة إيذاء شقيقها البالغ سبع سنوات، في هجوم وصف بأنه بدافع الكراهية العنصرية والدينية.
وأشارت سجلات المحكمة، التي نشرتها شبكة سي بي إس نيوز وصحيفة فورت وورث ستار تلغرام، إلى أن القاضية آندي بورتر أصدرت الحكم بعد اعتراف المتهمة بالذنب، عقب توجيه لائحة اتهام رسمية لها العام الماضي.
وقالت شرطة مدينة إيرفينغ إن وولف تعمدت استهداف العائلة بسبب أصلها الفلسطيني وانتمائها الديني، مؤكدة أن الحادث كان مدفوعاً بالكراهية، إذ تلفظت المتهمة بعبارات عنصرية ضد المسلمين أثناء الاعتداء.
وأثار الحادث في حينه غضباً واسعاً في الأوساط الحقوقية والسياسية، إذ وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه "جريمة مروعة تمس جوهر القيم الأمريكية"، مشيراً إلى أن تصاعد العنف ضد المسلمين والفلسطينيين "يشكل تهديداً خطِراً للنسيج الاجتماعي في البلاد".
جرح في مجتمع منقسم
لم تكن جريمة تكساس حادثة منفردة، بل واحدة من سلسلة اعتداءات متزايدة ضد الجاليات الفلسطينية والعربية والمسلمة في الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب على غزة عام 2023.
ففي ولاية إلينوي، لقي طفل فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر ست سنوات حتفه طعناً على يد جاره، بدافع الكراهية الدينية، بينما تعرّض رجل فلسطيني آخر في تكساس للطعن، وهاجم حشد غاضب متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في كاليفورنيا.
وتقول منظمات حقوقية إن هذه الجرائم ليست استثناءً، بل جزء من ظاهرة متنامية ترتبط بتصاعد الخطاب العنصري والتحريض السياسي في وسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية.
وتشير تقارير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) إلى أن عامي 2024 و2025 سجلا ارتفاعاً غير مسبوق في بلاغات جرائم الكراهية ضد المسلمين والعرب.
أمهات تحت الخوف
تعيش كثير من العائلات الفلسطينية والمسلمة في الولايات المتحدة اليوم حالة من القلق المستمر.
تقول نورا الرفاعي، وهي أم لثلاثة أطفال في مدينة دالاس: "لم نعد نشعر بالأمان في الأماكن العامة.. أحياناً أفكر مرتين قبل أن أضع الحجاب أو أتكلم بالعربية في الشارع. نحن جزء من هذا المجتمع، لكننا ندفع ثمن السياسة والكراهية".
وتؤكد منظمات المجتمع المدني أن الخطر لا يقتصر على الاعتداءات الجسدية، بل يمتد إلى المضايقات اللفظية، وحرمان البعض من فرص العمل أو التعليم بسبب خلفيتهم الدينية أو العرقية.