مفوض حقوق الإنسان: "خطة ترامب" فرصة لإنهاء المجزرة وإعادة الحياة إلى غزة
مفوض حقوق الإنسان: "خطة ترامب" فرصة لإنهاء المجزرة وإعادة الحياة إلى غزة
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، يوم السبت الرابع من أكتوبر 2025، إلى انتهاز فرصة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبارها "لحظة حاسمة" قد تفتح الباب أمام وقف دائم للحرب في غزة، التي وصفها بـ"المجزرة المستمرة والمعاناة التي لا تنتهي".
وأكد تورك، في بيان صادر عن مكتبه في جنيف عبر منصة “إكس”، أن هذه المبادرة قد تمهد الطريق لـ"وقف شامل للأعمال العدائية"، يتبعه "نهوض وإعادة إعمار"، في إطار الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني ومبادئ العدالة والكرامة الإنسانية.
أمل في طريق الإعمار
أعرب المسؤول الأممي عن تطلعه لأن تسهم هذه الديناميكية السياسية الجديدة في فتح صفحة مختلفة من تاريخ غزة، قائلاً إن ما يحتاج إليه العالم اليوم هو سلام دائم مبني على مبدأ الدولتين، الذي طالما وصفه بأنه "السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والكرامة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وشدد تورك على أن هذه المبادرة تمثل "فرصة حيوية لكل الأطراف والدول ذات النفوذ للتحرك بحسن نية"، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف المجزرة والمعاناة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فوري وشامل إلى القطاع، مع إطلاق سراح جميع الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين في الوقت ذاته.
مساندة أممية لخطة ترامب
وفي السياق نفسه، رحّبت منظمة الصحة العالمية بالخطة الأميركية المقترحة، حيث عبّر مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبرييسوسعن أمله في أن تشكل الخطة "نقطة تحول لإعادة بناء المنظومة الصحية المدمرة في غزة"، مؤكداً عبر حسابه على “إكس” أن "السلام هو الدواء الأفضل" لكل ما تعانيه المنطقة من جراح.
وتأتي هذه التصريحات في وقتٍ تواجه فيه المستشفيات الفلسطينية انهياراً شبه كامل بسبب الدمار، ونقص الإمدادات الطبية، وانقطاع الوقود، مما جعل الأطباء يجرون العمليات في ظروف وُصفت بأنها "غير إنسانية".
تنص خطة ترامب، التي أثارت جدلاً واسعاً، على وقف الحرب خلال 72 ساعة، يليها إطلاق سراح الرهائن وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع، مع نزع سلاح حركة حماس والفصائل الأخرى التي لن يكون لها، بحسب الخطة، أي دور في إدارة غزة مستقبلاً.
وتقترح الخطة كذلك تشكيل هيئة تكنوقراطية انتقالية تشرف على إدارة القطاع، برئاسة ترامب نفسه، في خطوة أثارت تساؤلات حول طبيعة هذه الإدارة ومدى استقلاليتها عن القوى الدولية.
غزة.. تنزف رغم الوعود
ورغم الدعوات المتكررة لوقف القصف، واصل الجيش الإسرائيلي السبت غاراته المكثفة على مناطق عدة في شمال القطاع، التي وصفها بأنها “منطقة قتال خطيرة”، ما تسبب في مزيد من الضحايا والدمار.
وفي المقابل، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لبحث تفاصيل صفقة الإفراج عن الرهائن في إطار خطة ترامب، لكنها لم تتطرق إلى قضيتي نزع السلاح وخروج المقاتلين من القطاع، وهما نقطتان محوريتان في المقترح الأميركي.
بين الدمار والرجاء
يأتي هذا التطور بينما يواصل سكان غزة العيش وسط أنقاض بيوتهم وأحلامهم، ينتظرون بصيص أمل في نهاية الحرب التي حصدت عشرات الآلاف من الأرواح، معظمهم من النساء والأطفال.
ورغم اختلاف المواقف السياسية، يبقى نداء فولكر تورك تجسيداً لصوت الإنسانية وسط ضجيج السلاح، ودعوة لأن يتوقف العالم عن العدّ.. ويبدأ في البناء.