"هيومن رايتس": خطة ترامب تجاهلت المساءلة في انتهاكات حقوق الإنسان
"هيومن رايتس": خطة ترامب تجاهلت المساءلة في انتهاكات حقوق الإنسان
دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الاثنين، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الفظائع التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، مؤكدة أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة لا تتطرق بشكل مباشر إلى قضايا حقوق الإنسان والمساءلة عن الجرائم المرتكبة منذ 7 أكتوبر 2023.
وأشارت المنظمة الحقوقية في بيان رسمي، إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت عشرات آلاف الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، وأبادت عائلات بأكملها في سلسلة عمليات عسكرية وُصفت بأنها الأكثر دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضافت أن هذه الانتهاكات تجري وسط صمت دولي مقلق وتراخٍ من قبل الحكومات في اتخاذ خطوات ملموسة لوقف الكارثة الإنسانية المتواصلة.
التجويع سلاح حرب
أوضحت المنظمة أن إسرائيل استخدمت سياسة التجويع سلاح حرب ممنهجاً ضد سكان غزة، ما تسبب في مجاعة واسعة النطاق وأدى إلى تهجير قسري لغالبية السكان مرات عدة، في ظل غياب ممرات إنسانية آمنة أو استجابة دولية فعالة لتخفيف المعاناة.
وبيّنت أن العمليات العسكرية الإسرائيلية حوّلت معظم قطاع غزة إلى أنقاض، إذ دُمّرت أحياء ومدن بكاملها، كما يقتل الجيش الإسرائيلي في المتوسط ما يعادل صفًا دراسيًا كاملاً من الأطفال يوميًا، وهو رقم وصفته المنظمة بأنه "صادم ويعكس استهتارًا فاضحًا بالحياة الإنسانية".
وانتقدت "هيومن رايتس ووتش" خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، مؤكدة أنها تتجاهل تمامًا البعد الإنساني والحقوقي للأزمة، ولا تتضمن أي آلية لمساءلة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب المستمرة.
وشددت على أن الانتظار لاعتماد خطة ترامب قبل اتخاذ خطوات عملية سيكون خطأً فادحًا، داعية الحكومات إلى التحرك فورًا لمنع المزيد من الأذى في غزة، واتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على إسرائيل من أجل رفع القيود غير القانونية المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون شروط أو تأخير.
عقوبات ومساءلة دولية
طالبت المنظمة الحقوقية بفرض عقوبات شاملة على المسؤولين الإسرائيليين وغيرهم ممن تورطوا في انتهاكات جسيمة، منها حظر السفر وتجميد الأصول، إضافة إلى تعليق المساعدات العسكرية ونقل الأسلحة إلى إسرائيل وحركة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى.
وأكدت أن استمرار تدفق الأسلحة إلى أطراف النزاع يسهم في تأجيج الصراع ويطيل أمد المعاناة الإنسانية، داعية إلى إنشاء آلية دولية مستقلة للتحقيق في الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها وفق القانون الدولي.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي إنه سيواصل متابعة مسألة غزة، مشيرًا إلى أن "الوقت هو الفيصل، وإلا ستسفك الكثير من الدماء وهو أمر لا يرغب أحد برؤيته".
وأضاف ترامب أن المرحلة الأولى من خطته بشأن غزة ستُستكمل خلال أسبوع، دون أن يقدم تفاصيل واضحة حول مضمونها أو آليات تنفيذها، ما أثار انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية والإنسانية التي اعتبرت أن الخطة تغفل تمامًا حجم الكارثة الإنسانية والحقوقية في القطاع.