مفوض اللاجئين: 122 مليون إنسان اضطروا للفرار من منازلهم بسبب الحروب

مفوض اللاجئين: 122 مليون إنسان اضطروا للفرار من منازلهم بسبب الحروب
فيليبو غراندي أمام لجنة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف

في كلمته الأخيرة أمام لجنة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف، يوم الاثنين، لم يُخفِ فيليبو غراندي حزنه وغضبه عن حال الإنسانية والأزمات الحالية على مستوى العالم وانتشار الجوع والقتل والعنف المسلح.

بصوتٍ حمل ثقل سنوات الحرب والنزوح، قال المفوض السامي المنتهية ولايته: "الناس يُقتلون وهم ينتظرون الطعام، المدنيون يُقصفون في المخيمات التي لجؤوا إليها، المستشفيات تُدمَّر، والمدارس تُستهدف، وعمّال الإغاثة يُقتلون بأعداد قياسية". وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

كلماته لم تكن مجرد تقييم لحالة اللاجئين في العالم، بل صرخة ضد التبلّد الأخلاقي الذي بات يلفّ الإنسانية، حيث حذّر: "التكرار اليومي للفظائع يهدف إلى تخدير ضميرنا، وجعلنا بلا حيلة".

أرقام تُجسّد المأساة

منذ عام 2015، تضاعف تقريباً عدد الأشخاص الذين اضطروا للفرار من منازلهم بسبب الحرب والاضطهاد، من غزة إلى أوكرانيا، ومن دارفور إلى ميانمار، ليصل إلى 122 مليون إنسان، رقم لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية، ويرى غراندي أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل "دليل على تخلي العالم عن القيم التي بُني عليها ميثاق الأمم المتحدة".

وقال: "الحرب لم تعد تُخاض في الخفاء أو بحجة الدفاع عن النفس، بل أصبحت تُقدّم بوصفها أداة مشروعة لتحقيق الأهداف السياسية، في ظل إفلات تام من العقاب".

حماية الإنسان لم تعد أولوية

في معرض حديثه، عبّر غراندي عن قلقه من محاولات بعض الدول الالتفاف على اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئ، بل والدعوات لإلغائها، بحجة الحد من تدفق المهاجرين.

وقال بأسف واضح: "ما نراه اليوم في بعض السياسات الأوروبية، أو في ممارسات الترحيل في الولايات المتحدة، يعالج تحديات حقيقية، لكن بطرق تتناقض مع القانون الدولي الإنساني".

وأضاف أن مفوضية شؤون اللاجئين ستواصل تقديم المشورة والمساعدة للدول "حتى لا تتحول حماية الإنسان إلى خيار سياسي، بل تبقى واجباً أخلاقياً وقانونياً".

وتوقف غراندي عند أزمة اللاجئين السوريين التي وصفها بأنها "الأطول والأكثر تعقيداً في التاريخ الحديث".

وأشار إلى أن أكثر من مليون لاجئ سوري عادوا بالفعل إلى بلادهم، وهم يحملون معهم الأمل، لكنه حذّر من أن "العودة لن تكون مستدامة ما لم تتوافر مقومات الحياة الأساسية: الأمان، السكن، المدارس، وفرص العمل".

وأضاف: "إن لم نستثمر الآن في استقرار العائدين، فسنواجه موجة نزوح جديدة خارج سوريا".

قوة الأخلاق لا تزال ممكنة"

رغم قتامة المشهد، ختم غراندي كلمته بنبرة تحدٍّ: "قد تُخدّر الفظائع ضمائرنا، لكن قوتنا تكمن في الحفاظ على وضوحنا الأخلاقي، يجب ألا نفقد الإيمان بالإنسان، ولا بحق كل إنسان في الأمان والكرامة".

وذكّر بأن مهمة المفوضية، بعد مرور 75 عاماً على تأسيسها، لم تتغير وهي توفير الملاذ الآمن للفارين من الخطر، والدفاع عن حقهم في الحياة.

تأسست مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في عام 1950 لمساعدة ملايين النازحين بعد الحرب العالمية الثانية.

حصلت على جائزة نوبل للسلام مرتين، عامي 1954 و1981، تقديراً لدورها في حماية اللاجئين وتعزيز التضامن الإنساني، يقودها حالياً الإيطالي فيليبو غراندي منذ عام 2016، وتنتهي ولايته في 31 ديسمبر 2025.

تعمل المفوضية اليوم في أكثر من 135 دولة، وتقدّم المأوى والحماية والدعم لما يزيد على 120 مليون شخص بين لاجئ ونازح وطالب لجوء.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية