بعد رحلات خطرة.. لامبيدوزا تستقبل أكثر من 164 ألف مهاجر خلال عامين
بعد رحلات خطرة.. لامبيدوزا تستقبل أكثر من 164 ألف مهاجر خلال عامين
أعلن الصليب الأحمر الإيطالي أنّ جزيرة لامبيدوزا استقبلت منذ يونيو 2023 أكثر من 164 ألف مهاجر في مركز الاستقبال الذي تديره المنظمة الإنسانية، من بينهم 39 ألف شخص خلال العام الجاري فقط، في وقتٍ تتزايد فيه المخاطر على طرق الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، الذي بات مقبرة جماعية لآلاف الباحثين عن الأمل.
استذكر رئيس الصليب الأحمر الإيطالي روزاريو فالاسترو، في بيان له، اليوم الخميس، المآسي الكبرى التي شهدتها السواحل الإيطالية خلال العقد الأخير، وفي مقدمتها كارثة لامبيدوزا في 3 أكتوبر 2013، التي راح ضحيتها 368 مهاجراً، وكذلك حادثة كوترو المروّعة في 26 فبراير 2023، حيث فقد 94 شخصاً حياتهم بينهم 35 طفلاً ومراهقاً.
وقال فالاسترو: "قبل يومين أحيينا ذكرى لامبيدوزا وكوترو، وهما مأساتان يجب أن تدفعانا للتأمل في حماية الأمل الذي يحمله المهاجرون كل يوم عبر البحر المتوسط للوصول إلى شواطئنا".
رحلات بحرية خطرة
أكد المسؤول الإنساني أنّ المهاجرين لا يخوضون هذه الرحلات الخطيرة بدافع المغامرة أو الرغبة في السفر، بل بحثاً عن النجاة من الحروب والفقر والأزمات الصحية والاجتماعية التي تمزق بلدانهم.
وقال فالاسترو: "الهجرة ليست رحلة للمتعة، بل هي صرخة إنسانية من أجل الحياة. عندما تُعتبر الهجرة السبيل الوحيد للمضي قدماً، فإن الإنسانية وحدها قادرة على مساعدة المجتمع الدولي على تجاوز منطق الأرقام والتركيز على الناس".
وشدّد رئيس الصليب الأحمر الإيطالي على أنّ فرق المنظمة ومتطوعيها في لامبيدوزا وجميع الموانئ الإيطالية يعملون ليلاً ونهاراً لاستقبال الوافدين، مقدّمين ما وصفه بـ"رسالة سلام عظيمة في عالمٍ مزقته النزاعات".
وأضاف فالاسترو: "وراء كل رقمٍ في هذه الإحصاءات حياة، ووجوه، وقصص يجب أن تُروى وتُمنح الشجاعة. الترحيب بالمهاجرين ليس مجرد عمل إنساني، بل فعل أخوّة يجسد قول مؤسسنا هنري دونان: كلنا إخوة".
ربط المأساة بالحاضر
يأتي هذا البيان في سياق دعوة البابا ليون الرابع عشر خلال اليوبيل العامي للتبشير والمهاجرين إلى ترسيخ ثقافة السلام والتضامن الإنساني.
وربط فالاسترو بين تعاليم الكنيسة والممارسة الإنسانية اليومية قائلاً إن "الصليب الأحمر الإيطالي يجسد على أرض الواقع هذا النداء الأخلاقي، من خلال حضوره الدائم في الموانئ والمخيمات وأماكن الإنقاذ".
وكشفت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) أن عام 2024 كان الأكثر دموية على طرق الهجرة حول العالم، إذ فقد نحو 9 آلاف شخص حياتهم، بينهم 2452 غرقوا في البحر المتوسط وحده.
أما في العام الجاري 2025 فأفادت بعثة المنظمة في ليبيا بأنّ 461 شخصاً لقوا حتفهم و424 فُقدوا في طريق وسط المتوسط حتى الرابع من أكتوبر، في حين أُعيد أكثر من 20 ألف مهاجر بعد اعتراضهم في عرض البحر.
استجابة الضمير الإنساني
اختتم رئيس الصليب الأحمر الإيطالي تصريحه، مؤكداً أن أزمة الهجرة لا تُقاس بعدد الوافدين أو الغرقى، بل بمدى استجابة الضمير الإنساني لها.
وقال فالاسترو: "في كل مرة نفتح فيها أذرعنا لإنقاذ إنسانٍ عبر البحر، نعيد التأكيد على أن الأمل لا يغرق، وأن الكرامة لا تُرحّل".