تمويل الإغاثة العالمية يتراجع 40% والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
تمويل الإغاثة العالمية يتراجع 40% والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
مع اقتراب عام 2025 من نهايته، حذرت الأمم المتحدة من اتساع فجوة التمويل الإنساني عالمياً، مشيرة إلى أن أقل من ربع الأموال المطلوبة لتلبية احتياجات ملايين المتضررين حول العالم قد تم جمعها حتى الآن.
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، الثلاثاء في مؤتمره الصحفي اليومي، إن "النداء الإنساني العالمي لم يحصل سوى على 21 في المئة من قيمته، أي نحو 9.6 مليار دولار فقط من أصل أكثر من 45.3 مليار دولار مطلوبة لدعم جهود إنقاذ الأرواح هذا العام".
وأضاف أن هذا الرقم يمثل انخفاضاً حاداً بنسبة تزيد على 40 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
عواقب إنسانية قاسية
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن هذا العجز المالي الكبير يترك ملايين الأشخاص حول العالم في مواجهة أوضاع مأساوية، حيث تُغلق المرافق الصحية، وتُخفض حصص الغذاء، ويحرم الأطفال من التعليم.
ففي أفغانستان، أُغلق أكثر من 420 منشأة صحية خلال العام الجاري، ما حرم نحو ثلاثة ملايين شخص من الرعاية الأساسية، وفي الصومال اضطرت الوكالات الإنسانية إلى تقليص المساعدات الغذائية، ما يعني أن 350 ألف شخص فقط سيحصلون على دعم في شهر نوفمبر مقارنة بـ1.1 مليون شخص في أغسطس الماضي، أما في بنغلاديش، فقد خسر نصف مليون طفل من لاجئي الروهينجا فرصهم في التعليم داخل مخيمات كوكس بازار بسبب نقص التمويل.
وأكد فرحان حق أن الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين يواصلون بذل أقصى الجهود للوصول إلى الفئات الأشد ضعفاً رغم محدودية الموارد، وأشار إلى أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أطلق في يونيو نداءً ذا أولوية عالية لتغطية الاحتياجات العاجلة لـ114 مليون شخص في عشرات الدول التي تواجه أزمات متداخلة من نزاعات وفقر وكوارث مناخية.
وأضاف أن المنظمات الإنسانية تحاول التكيّف مع الوضع عبر تحديد الأولويات، وتوجيه التمويل القليل المتاح إلى أكثر المناطق احتياجاً، لكن هذه الحلول تبقى مؤقتة وغير كافية لإنقاذ الأرواح أو الحفاظ على الخدمات الأساسية.
دعوة إلى تحرك عاجل
ودعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية المانحين والحكومات والمؤسسات الدولية إلى زيادة استثماراتهم في المساعدات الإنسانية فوراً، مؤكداً أن دعم العمل الإنساني اليوم ليس ترفاً، بل ضرورة لإنقاذ الأرواح والحفاظ على الكرامة الإنسانية في وقت تتفاقم فيه الأزمات العالمية.
وأكد المكتب أن "العالم لا يستطيع تحمل كلفة اللامبالاة"، مشدداً على أن استمرار تراجع التمويل سيؤدي إلى فقدان أرواح كان يمكن إنقاذها، وإلى اتساع دوائر الجوع والمرض والنزوح في مناطق عديدة من العالم.
النداء الإنساني العالمي الذي تنسقه الأمم المتحدة سنوياً يعد أكبر خطة تمويل إغاثي في العالم، ويهدف إلى مساعدة عشرات الملايين من الأشخاص المتضررين من النزاعات والكوارث والأزمات المناخية في أكثر من خمسين دولة.
ويشارك في تنفيذ الخطة أكثر من ألف منظمة إنسانية، بينها وكالات أممية ومنظمات دولية ومحلية.
وفي عام 2024، تم تغطية نحو 40 في المئة من التمويل المطلوب، إلا أن عام 2025 شهد تراجعاً غير مسبوق، ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من "نقطة انهيار" في العمل الإنساني العالمي، إذا لم يتم ضخ تمويل عاجل خلال الأسابيع المقبلة.










