الأمم المتحدة للسكان: النساء في غزة يلدن بين الأنقاض و94 بالمئة من المستشفيات مدمرة

الأمم المتحدة للسكان: النساء في غزة يلدن بين الأنقاض و94 بالمئة من المستشفيات مدمرة
فلسطينية وأطفالها أمام إحدى الخيم في غزة

قال نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أندرو سابرتون، عقب زيارته الأخيرة إلى قطاع غزة، إن ما رآه من دمار هائل جعله يشعر وكأنه في موقع تصوير لفيلم ديستوبي، مضيفًا بأسى أن ما شاهده "لم يكن خيالًا بل واقع مؤلم".

وأضاف،  في بيان تم نشره الأربعاء، أن المشهد في غزة "ليس أضرارًا جانبية كما يُقال، بل انهيار إنساني شامل"، مشيرًا إلى أنه لن ينسى ما رآه من أكوام الأنقاض التي لا نهاية لها، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

نساء فقدن كل شيء

وأوضح سابرتون أن العديد من النساء في قطاع غزة فقدن كل ما يملكنه، حتى القدرة على الوصول إلى أبسط مستلزمات النظافة الشخصية أثناء الحيض، في ظل أوضاع معيشية مأساوية.

وأشار إلى أن واحدًا من كل أربعة أشخاص في القطاع يعاني من الجوع، بينهم أكثر من أحد عشر ألف امرأة حامل، موضحًا أن "الجوع بالنسبة لهؤلاء كارثي بشكل خاص، لكل من الأم والجنين".

انهيار القطاع الصحي

أكد سابرتون أن الأوضاع الصحية بلغت مستويات غير مسبوقة من التدهور، حيث تضرر أو دُمّر 94 بالمئة من المستشفيات، وأصبحت حالات الولادة محفوفة بالمخاطر.

وأشار إلى أن الأطفال الخدج ومنخفضي الوزن يشكلون نحو 70 بالمئة من المواليد الجدد، وأن حالة حمل من كل ثلاث تُعد عالية الخطورة، في وقت ترتفع فيه وفيات الأمهات نتيجة نقص الأدوية المنقذة للحياة.

وقال بأسى: "لا توجد ولادة طبيعية في غزة الآن"، مشيرًا إلى أن سيارات الإسعاف نادرة، والمعدات الطبية شبه معدومة، والنساء كثيرًا ما يلدن بين الأنقاض أو على الطرقات دون أدنى رعاية أو خصوصية.

نداء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

دعا المسؤول الأممي إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، موضحًا أن الهدنة الأخيرة منحت "بصيص أمل"، لكنها ليست نهاية الطريق.

وقال: "لا يجب أن يحتفل العالم بوقف إطلاق النار وكأن المهمة أنجزت؛ لأن المهمة الحقيقية تبدأ الآن، وستكون طويلة وصعبة. آن الأوان للتحرك".

المساعدات لا تكفي

رغم تمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان من إدخال بعض المساعدات، وصف سابرتون ما وصل بأنه "قطرات لا تروي عطشًا"، مؤكدًا أن ما يدخل القطاع "غير كافٍ على الإطلاق" لتلبية الاحتياجات.

وأوضح أن الصندوق لديه شحنات جاهزة من الحاضنات وأجهزة مراقبة القلب والمستلزمات الطبية الضرورية، لكنه يواجه عراقيل على المعابر.

وقال إن نحو 700 ألف امرأة وفتاة في غزة يعانين من أوضاع غير إنسانية، حيث تحولت الدورة الشهرية إلى "كابوس شهري" في غياب الخصوصية والمياه النظيفة والفوط الصحية.

خطط للتعافي وإعادة الأمل

استعرض نائب المدير التنفيذي خطط الصندوق لإعادة بناء الخدمات الصحية المخصصة للنساء والفتيات، ومنها ترميم وتجهيز أقسام الولادة التي تستقبل نحو 130 حالة يوميًا، وإنشاء مستشفيات طوارئ جديدة للولادة.

كما تشمل الخطط نشر شبكات من القابلات، وتوسيع نطاق توفير الأدوية ومستلزمات ما بعد الولادة، بالإضافة إلى إعادة فتح المساحات الآمنة لحماية النساء من العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي ارتفع مع الصراع.

وقال إن الصندوق يولي اهتمامًا خاصًا بالدعم النفسي والاجتماعي للنساء والأطفال، "لأن الندوب النفسية التي خلفها هذا الصراع ستستمر لأجيال".

الضفة الغربية ليست بعيدة عن المعاناة

وفي سياق متصل، أشار سابرتون إلى أن الأوضاع في الضفة الغربية لا تقل صعوبة، حيث تهيمن الحواجز ونقاط التفتيش على تفاصيل الحياة اليومية، وتقيّد حركة النساء الحوامل والمرضى، ما يعرّض حياتهم للخطر.

وقال: "لم يعد بإمكان العالم أن يغض الطرف، لا عن غزة ولا عن الضفة الغربية، يجب أن تتجاوز حياة النساء والفتيات مجرد البقاء على قيد الحياة، بل أن تُكفل لهن الكرامة والقدرة على التعافي".

يُعد صندوق الأمم المتحدة للسكان وكالة أممية متخصصة في قضايا الصحة الإنجابية والجنسية، وتركّز برامجه على حماية النساء والفتيات في أوقات الأزمات.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، يواجه القطاع أزمة إنسانية غير مسبوقة، مع انهيار شبه كامل للبنية الصحية، وارتفاع معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال، ونقص حاد في الغذاء والمياه والدواء.

ويأتي نداء الصندوق في وقت تتزايد فيه التحذيرات الأممية من أن استمرار القيود على المساعدات سيؤدي إلى "كارثة إنسانية مطلقة"، خصوصًا بين الفئات الأكثر هشاشة من النساء والأطفال.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية