الأونروا تحذر من انهيار العملية الإنسانية في غزة بسبب استمرار الحظر الإسرائيلي

الأونروا تحذر من انهيار العملية الإنسانية في غزة بسبب استمرار الحظر الإسرائيلي
عاملة صحية تابعة للأونروا تقوم بفحص طفلة في غزة

أكد المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، عدنان أبو حسنة، أن الوكالة لم تتمكن حتى الآن من إدخال أي إمدادات إنسانية إلى قطاع غزة رغم مرور أيام على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وقال أبو حسنة في حديث نشره موقع أخبار الأمم المتحدة الأربعاء إن ستة آلاف شاحنة محملة بمواد غذائية وطبية وإغاثية ما زالت تنتظر على أبواب القطاع، محذراً من أن هذه الكميات تكفي سكان غزة ثلاثة أشهر كاملة لكنها مكدسة بلا فائدة بسبب المنع الإسرائيلي المستمر.

تحذير من انهيار العمل الإنساني

وشدد أبو حسنة على أن الأونروا هي العمود الفقري للعمل الإنساني في غزة، مؤكداً أن استبعادها من الجهود الجارية يعني انهيار العملية برمتها وفقدان ثقة السكان، وأوضح أن الوكالة تملك القدرات اللوجستية والخبرة الطويلة التي تمكنها من قيادة الاستجابة الإنسانية بشكل منظم وعادل، على عكس الفوضى التي قد تنتج عن تغييبها.

ورغم الصعوبات، يواصل نحو 12 ألف موظف تابعين للأونروا عملهم داخل قطاع غزة، منهم أكثر من ثمانية آلاف مدرس يسعون لإعادة إشراك 640 ألف طالب حرموا من التعليم لعامين متتاليين، كما واصلت العيادات الصحية التابعة للوكالة استقبال المرضى، حيث تجاوز عدد الزيارات الطبية منذ أكتوبر 2023 عشرة ملايين زيارة.

وتنفذ فرق الأونروا أيضاً عمليات تنظيف النفايات الصلبة، وتوفير المياه والآبار لمراكز الإيواء، إضافة إلى تقديم نحو 800 ألف استشارة نفسية للمتضررين.

خسائر بشرية فادحة

كشف أبو حسنة أن نحو 90 في المئة من منشآت الأونروا في غزة دمرت أو أصيبت بأضرار جسيمة، في حين استشهد 370 من موظفيها أثناء تأدية عملهم، وأشار إلى أن عمليات إزالة الأنقاض تكشف يومياً عن مزيد من الضحايا، كما أكد أن إسرائيل تسيطر على أكثر من نصف مساحة القطاع، وأن الطرق المدمرة والازدحام الشديد يزيدان من صعوبة التحرك وإيصال المساعدات.

وأوضح المتحدث باسم الأونروا أن الوكالة تواجه أيضاً أزمة مالية خانقة بعد أن أوقفت الولايات المتحدة والسويد تمويلهما، وأشار إلى أن الدعم العربي تراجع بشكل كبير، إذ بلغ 190 مليون دولار العام الماضي مقابل 14 مليون دولار فقط هذا العام، ما يهدد استمرار الخدمات في مناطق العمليات الخمس للأونروا.

وطالب أبو حسنة الدول العربية والداعمين الدوليين بضرورة تقديم 200 مليون دولار لتغطية الرواتب واستمرار الخدمات حتى نهاية العام الحالي.

دعوات دولية لإدخال المساعدات

وأشار أبو حسنة إلى أن العديد من الدول والمؤسسات، منها الاتحاد الأوروبي ومصر وقطر وتركيا والسعودية والأردن، تضغط من أجل تمكين الأونروا من أداء مهامها الإنسانية، وقال إن المفوض العام للوكالة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يقودان اتصالات مكثفة على أعلى المستويات لإدخال المساعدات والسماح بدخول الموظفين الدوليين إلى القطاع.

تأسست وكالة الأونروا عام 1949 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم الإغاثة والخدمات للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن، وتعد الوكالة المزود الرئيسي للتعليم والرعاية الصحية والإغاثة لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023 تواجه الأونروا واحدة من أسوأ أزماتها الإنسانية والمالية على الإطلاق، إذ تزايدت أعداد النازحين وتفاقمت الاحتياجات الأساسية في ظل الحصار والدمار الواسع، في حين يبقى مستقبل أكثر من 660 ألف طفل فلسطيني مهدداً بفقدان حقهم في التعليم للعام الثالث على التوالي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية