18 مليوناً في خطر.. تحذير حقوقي: نصف سكان اليمن مهددون بالجوع

18 مليوناً في خطر.. تحذير حقوقي: نصف سكان اليمن مهددون بالجوع
أسرة يمنية نازحة- أرشيف

يشهد اليمن واحدة من أخطر أزمات الأمن الغذائي في العالم، حيث يعيش ملايين السكان على حافة المجاعة، نتيجة الحرب المستمرة منذ سنوات، والتدهور الاقتصادي الحاد الذي فاقم المعاناة الإنسانية.

وأفاد تقرير دولي مشترك صدر في بيان عن ست وكالات أممية ومنظمات دولية، اليوم الأربعاء، بأن اليمن أصبح ثالث أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي، مع توقعات بتفاقم الأزمة خلال الأشهر الستة المقبلة لتطال أكثر من نصف السكان.

ووفقاً لتقرير الرصد المشترك لشهر نوفمبر، يُتوقع أن يواجه نحو 18.1 مليون شخص مستويات من "الأزمة" أو ما هو أشد من انعدام الأمن الغذائي بين سبتمبر الماضي وفبراير 2026، بينهم 41 ألف شخص مهددون بالانزلاق إلى مستوى المجاعة (المرحلة الخامسة)، معظمهم في مناطق تحت سيطرة ميليشيا الحوثيين.

وأشار التقرير إلى أن 9.4 مليون شخص يعيشون في مناطق معرضة للانزلاق إلى مستوى "الطوارئ" (المرحلة الرابعة) من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 7.3 مليون في مناطق الحوثيين و2.1 مليون في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً.

وتوضح البيانات أن 61% من الأسر اليمنية غير قادرة على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية اليومية، فيما يعاني 33% من مستوى خطير في استهلاك الغذاء، كما توقعت مجموعة التغذية التابعة للأمم المتحدة ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بين 15 و30% في المناطق الساحلية والمنخفضة بحلول نهاية العام، نتيجة تفاقم أزمة الجوع، وتراجع الإمدادات الغذائية، وانتشار الأمراض.

عوامل فاقمت الأزمة

حذّر التقرير من مجموعة عوامل تهدد الأمن الغذائي في اليمن، أبرزها نقص التمويل وتراجع البرامج الإنسانية، إلى جانب القيود التي يفرضها الحوثيون على وكالات الإغاثة، بما في ذلك حوادث اختطاف موظفين أمميين.

وأشار التقرير إلى انخفاض واردات الوقود عبر موانئ البحر الأحمر، واحتمالات ارتفاع أسعاره، إضافة إلى تدهور قيمة العملة في المناطق الخاضعة للحكومة، وتأثير ذلك مباشرة على أسعار الغذاء، كل ذلك ينذر بمزيد من التدهور في الوضع الإنساني.

وأُعد التقرير بالتعاون بين منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، واليونيسف، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، إلى جانب البنك الدولي ومشروع ACAPS، ضمن التحديث الدوري لمراقبة مخاطر الأمن الغذائي في اليمن.

تحذير أممي عاجل

وفي إحاطة أمام مجلس الأمن، أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، أن 17 مليون يمني يعانون الجوع حالياً، مع توقع انضمام مليون شخص إضافي خلال الفترة المقبلة بفعل استمرار الحرب، وتدهور الاقتصاد، وتأثيرات المناخ، ونقص التمويل.

ولفتت مسويا إلى أن تدهور البنية التحتية يعرقل حركة الواردات، فيما تحد القيود الأمنية وصعوبات الوصول من قدرة الأمم المتحدة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر احتياجاً. 

وشدّدت على أن اليمن يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع بقاء أكثر من نصف السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية حتى فبراير المقبل على الأقل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية