وفاة رضيع في تدمر تكشف عمق الانهيار الصحي في ريف حمص
وفاة رضيع في تدمر تكشف عمق الانهيار الصحي في ريف حمص
توفي طفل رضيع بعد ساعات من ولادته داخل مشفى تدمر الحكومي في سوريا نتيجة عدم توفر حاضنة أطفال فارغة، في حادثة جديدة تعكس حجم التدهور الصحي المتزايد في المنطقة، وأوضحت مصادر محلية أن المشفى كان يفتقر لأي حاضنة جاهزة للاستخدام، حيث إن ثلاث حاضنات فقط موجودة في القسم اثنتان منها خارج الخدمة والحاضنة الوحيدة المتبقية كانت مشغولة بحالة حرجة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة بأن المنطقة حادثة أخرى تمثلت بنقل طفل حديث الولادة من قرية العامرية إلى أحد مشافي حمص البعيدة في ظروف قاسية، وسط مخاوف حقيقية من عدم قدرته على النجاة بسبب طول المسافة وصعوبة الطريق ونقص التجهيزات الطبية المرافقة.
تدهور متواصل في الخدمات الصحية
ورغم أن مشفى تدمر يعد المركز الصحي الوحيد الذي يخدم أكثر من مئة وعشرة آلاف نسمة من داخل المدينة وريفها الواسع، فإنه يعاني نقصا كبيرا في الكوادر الطبية والتجهيزات الأساسية كما هي الحال في عموم سوريا، ما يجبر الأهالي على اللجوء إلى مشافي حمص على الرغم من بعد المسافة وصعوبة الوصول إليها.
وفي الثاني والعشرين من أغسطس الماضي توفيت طفلة حديثة الولادة في أحد المخيمات نتيجة غياب المستلزمات الطبية الضرورية وعدم توفر الرعاية الصحية الملائمة، في مؤشر آخر على حجم التدهور الذي تعيشه المناطق الشرقية من حمص.
دعوات للتدخل العاجل
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما جرى في مشفى تدمر يمثل دليلا جديدا على الانهيار الطبي المتفاقم في المنطقة، مطالبا وزارة الصحة في سوريا باتخاذ خطوات عاجلة تشمل تأمين الحاضنات اللازمة وإصلاح الأجهزة المتعطلة وتعزيز الطواقم الطبية بما يضمن توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية ويمنع تكرار هذه المآسي الإنسانية.
تعاني المنطقة الوسطى والبادية السورية من نقص شديد في البنية الصحية منذ سنوات بفعل تضرر المشافي والمراكز الطبية وتراجع الكوادر والعجز عن تأمين التجهيزات الحديثة، وتعد حاضنات الأطفال من أبرز الاحتياجات التي تعاني ندرة حادة في العديد من المناطق، ما يهدد حياة المواليد الجدد بصورة مباشرة، كما أدى اتساع المسافات بين المناطق السكنية والمراكز الطبية الفاعلة إلى ارتفاع معدلات الوفيات الناتجة عن تأخر وصول الرعاية، خاصة في حالات الولادات الطارئة والأمراض التنفسية لدى الأطفال.










