بعد اتهامات فلسطينية وشبهات دولية.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن انتهاء أعمالها

بعد اتهامات فلسطينية وشبهات دولية.. مؤسسة غزة الإنسانية تعلن انتهاء أعمالها
فلسطينيون أمام مركز توزيع المساعدات في غزة

أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي شركة أمريكية مثيرة للجدل، عن اختتام أعمالها في قطاع غزة بعد أشهر من أنشطة وُصفت من قبل فلسطينيين بأنها جرت في مواقع أطلقوا عليها مصائد الموت، وقالت المؤسسة في بيان إن مهمتها كانت مؤقتة وإنها أنهت عملياتها الطارئة في القطاع.

وذكرت المؤسسة في بيان لها يوم الاثنين أنها قدمت خلال أربعة أشهر ونصف أكثر 187 مليون وجبة للمدنيين، وأوضحت أن أنشطتها كانت تتم في أربعة مواقع توزيع يعمل فيها أفراد سابقون في الخدمة العسكرية الأمريكية إضافة إلى عاملين محليين من غزة، غير أن هذه الأرقام واجهت تشكيكاً واسعاً بسبب غياب الإشراف الدولي على عمل المؤسسة وفق وكالة أنباء الأناضول.

آلية توزيع خارج الإطار الأممي

بدأت إسرائيل في السابع والعشرين من مايو الماضي تنفيذ آلية جديدة لتوزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية، في خطوة جرت خارج إطار الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، وهو ما رفضته الجهات الأممية واعتبرته تجاوزاً للمعايير الإنسانية المعمول بها، وفي الأيام الماضية أفادت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية بأن المؤسسة جمدت أنشطتها بسبب وقف إطلاق النار ودخول مئات الشاحنات التي تحمل المساعدات للقطاع.

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر لم تذكر أسماءها أن مراكز التوزيع التابعة للمؤسسة لم تعمل منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي. كما أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي في الثاني عشر من الشهر نفسه إلى توقف المواقع الأربعة التي استخدمتها المؤسسة، معتبرة أن ذلك يعني فشل المشروع وانتهاءه.

واتهم فلسطينيون الجيش الإسرائيلي في أكثر من مناسبة بقصف تجمعات للمدنيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات في مواقع تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، ما أدى إلى وقوع آلاف الضحايا بين قتيل وجريح، وربطت تقارير إسرائيلية بين نشاط المؤسسة وبين ترتيبات أمنية حساسة، في حين قالت صحيفة هارتس إن ظروف تأسيس المؤسسة وتمويلها ما زالت غامضة، وإنها أنشئت عبر تنسيق إسرائيلي مع جهات إنجيلية أمريكية وشركات أمن خاصة.

سياق إنساني ملتهب

جاء توقف المؤسسة عن العمل عقب اتفاق وقف النار الذي أنهى عامين من العمليات العسكرية الإسرائيلية الواسعة على غزة منذ الثامن من أكتوبر 2023، والتي تسببت في خسائر بشرية كبيرة تجاوزت تسعة وستين ألف شهيد وأكثر من مئة وسبعين ألف مصاب وفق تقديرات محلية.

برزت مؤسسة غزة الإنسانية بوصفها جهة جديدة دخلت ساحة العمل الإغاثي في غزة دون سجل إنساني معروف ودون ارتباط بإطار دولي معتمد، وأثار ظهورها المفاجئ أسئلة حول أهدافها وآليات عملها ومصادر تمويلها، خاصة في ظل غياب الشفافية والإشراف الأممي.

وقد جاءت جهود توزيع المساعدات في غزة خلال السنوات الأخيرة في سياق أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ يعتمد السكان على المساعدات بشكل شبه كامل بسبب الحصار ونقص المواد الأساسية، وتؤكد منظمات الإغاثة الدولية منذ سنوات أن أي تدخل إنساني يجب أن يخضع لمعايير واضحة كي لا يتحول إلى أداة ضغط أو خطر على المدنيين، في حين يشدد خبراء العمل الإنساني على أن شفافية التوزيع وسلامة المستفيدين تعدان معيارين أساسيين في أي تدخل إغاثي داخل مناطق النزاع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية