يتعرضن للعنف بسبب عملهن.. دعوات حقوقية لتوفير الحماية للصحفيات اليمنيات
يتعرضن للعنف بسبب عملهن.. دعوات حقوقية لتوفير الحماية للصحفيات اليمنيات
نظمت نقابة الصحفيين اليمنيين لقاءً تضامنياً عبر تقنية الاتصال المرئي “زووم”، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين، دعماً للصحفيات اليمنيات اللاتي يواجهن مستويات مرتفعة من العنف والتحريض على خلفية عملهن المهني.
وجاء اللقاء ضمن حملة "16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة" التي تشارك فيها مؤسسات حول العالم، بهدف لفت الأنظار إلى الانتهاكات المتزايدة ضد النساء، خصوصاً في البيئات الهشة التي تشهد نزاعات وانقسامات اجتماعية عميقة مثل اليمن، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية، الثلاثاء.
وتسعى هذه المبادرة إلى توفير مساحة آمنة للصحفيات لعرض معاناتهن، في بلد يصنف منذ سنوات كأحد أخطر البيئات للعمل الصحفي في المنطقة، نتيجة تعدد أطراف النزاع وغياب منظومات الحماية القانونية.
تهديدات تواجه الصحفيات
استعرضت المشاركات في اللقاء أشكال التحريض التي تعرضن لها، بدءاً من الحملات المنظمة على منصات التواصل، وصولاً إلى التحريض من جهات تمتلك تأثيراً دينياً وسياسياً.
وتحدثت رئيسة مجلس النوع الاجتماعي في الاتحاد الدولي للصحفيين، مارية أنجيلس سمبيري، عن تضامن الاتحاد الكامل مع الصحفيات اليمنيات، مؤكدة ضرورة توفير حماية مهنية وأخلاقية لهن في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وأشادت سمبيري بشجاعة الصحفيات اللاتي واصلن عملهن رغم التهديدات، مشيرة إلى أن هذا النوع من التضامن لا يهدف فقط لدعمهن نفسياً، بل لتعزيز حرية الصحافة كجزء من حقوق الإنسان الأساسية.
وقدّمت عضوة مجلس النقابة اليمنية، فاطمة مطهر، مداخلة أكدت خلالها رفض النقابة أي شكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، مشددة على التزام النقابة بدعم الصحفيات قانونياً ومهنياً.
وأبرزت المداخلات أهمية التعاون بين النقابات والمنظمات النسوية والمنظمات الحقوقية بهدف بناء بيئة إعلامية أكثر أمناً واستقراراً، خصوصاً مع ارتفاع أعداد الانتهاكات ضد النساء الصحفيات خلال السنوات الأخيرة.
اتساع نطاق العنف
كشفت الإعلامية يرستين النهمي خلال مداخلتها أن توسع استخدام وسائل التواصل جعل العنف أكثر انتشاراً وأكثر تأثيراً مما كان في السابق، إذ لم يعد الضرر محصوراً في البيئة المحيطة بالضحية، بل أصبح واسعاً ويقوده أشخاص يمتلكون نفوذاً اجتماعياً أو سياسياً.
وقالت إن مجرد الظهور الإعلامي بات يعتبره البعض استفزازاً يستوجب العقاب، وهو أمر دفع عدداً كبيراً من الإعلاميات إلى الانسحاب من الظهور العلني والاكتفاء بالعمل خلف الكواليس.
وأكدت أن أي امرأة تعمل في الفضاء العام -وليس الصحفيات وحدهن- أصبحت عرضة للمضايقات والتحريض، مما يعكس حجم القيود المفروضة اجتماعياً على مشاركة المرأة في الحياة العامة.
توصيات لتعزيز الحماية
اختتم اللقاء بجملة من التوصيات التي دعت إلى تطوير أدوات للدفاع عن الصحفيات، وتعزيز المساواة داخل المؤسسات الإعلامية، وتوسيع نطاق الحماية القانونية عبر قوانين صارمة تحاسب من يمارس التحريض أو التشهير بحق الإعلاميات.
وأوصت المشاركات بضرورة بناء شبكات دعم محلية ودولية تضمن للصحفيات بيئة آمنة، خصوصاً مع استمرار الحرب في اليمن وتقلص المساحات المتاحة للعمل الإعلامي بحرية.
وأبرزت التوصيات أيضاً أهمية التدريب حول السلامة الرقمية والنفسية، بعد أن أثبتت التجربة أن العنف الإلكتروني أصبح من أكثر أشكال العنف انتشاراً وتأثيراً في السنوات الأخيرة.










