أخطر صور التمييز.. العنف ضد النساء ظاهرة مناقضة للإنسانية

أخطر صور التمييز.. العنف ضد النساء ظاهرة مناقضة للإنسانية
العنف ضد المرأة- أرشيف

يبرز العنف كظاهرة مناقضة للإنسانية، يتجلى بأشكال وأساليب متعددة تستهدف النساء والمجتمع والطبيعة، ويُعتبر العنف الثقافي نتاجًا مباشرًا للسلطة، إذ حيثما تتجذر السلطة يظهر العنف كجزء من بنيتها. 

تتعدد أشكال العنف بين الجسدي والنفسي والسياسي والاقتصادي والفكري والرقمي، وجميعها تُستغل لتعزيز السيطرة، وهو ما ظهر منذ أحداث القضاء على الأخوات ميرابال، اللاتي أصبحن رمزًا للمقاومة وأيقونة لتأسيس اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء المرأة، اليوم الأربعاء.

تسجل التاريخية البشرية مواجهة النساء للعنف منذ نشوء النظام الذكوري، حيث يتعرضن للقتل والإبادة في أنحاء مختلفة من العالم، بينما يُمارس الرجال القتل والسيطرة باعتبارها حقًا مشروعًا. 

تعكس الثقافة الذكورية السبب الرئيس في تقليل قيمة النساء، وهو ما يقود إلى مختلف أشكال الإبادة، واليوم، تشهد النساء هجمات قد تصل إلى القتل الجماعي، بينما يستمر النظام السياسي في تعزيز التمييز الجنسي، وتعمل الأسرة كخلية صغيرة لنشر العقلية الذكورية الفردية.

العنف القانوني كأداة

أوضحت المحامية وعضو مجلس إدارة شبكة الثامن من آذار مارس، رازاو جول محمود، أن العنف الممارس عبر القوانين ضد النساء يمثل إحدى أخطر صور التمييز. 

وأكدت أن القوانين في المجتمعات الديمقراطية يجب أن تحمي حقوق الأفراد، لكن بعض التشريعات، مثل تعديل قانون الأحوال الشخصية عام 2025 وقانون الأحوال الشخصية الجعفري، تحولت إلى أدوات للضغط والعنف، فتقيد النساء والأطفال بدلاً من توفير الأمان والمساواة.

وكشفت محمود، أن السلطات ما زالت تتعمد حجب الإحصاءات المتعلقة بالعنف ضد النساء، مشيرة إلى قرار حكومة إقليم كردستان بمنع نشر بيانات جرائم قتل النساء. 

ورغم ذلك، يواصل بعض الإعلاميين والناشطات كشف الحقائق عبر متابعة مستقلة، لتسليط الضوء على حجم الظاهرة. 

وأكدت أن العنف ليس حادثًا عابرًا، بل يمتد عبر الماضي والحاضر والمستقبل، ويظهر في العنف السياسي والاجتماعي والقانوني، بما يكرس الاضطهاد ضد النساء.

الحاجة إلى وعي المجتمع

شددت محمود على أن استمرار تجاهل المحاكم لقضايا النساء وتحويلها إلى حلول شكلية يزيد من تعرضهن للعنف، ويستلزم جهودًا جادة لإصلاح هذا الواقع وضمان العدالة الحقيقية. 

وأوضحت أن الحد من العنف يرتبط بوعي المجتمع والأفراد معًا، وأن النساء الكرديات تاريخيًا واجهن أشكالًا متعددة من العنف، وما زالت آثارها ملموسة حتى اليوم.

وأضافت أن تعزيز الوعي ومواجهة العقلية الذكورية أمران أساسيان لضمان بيئة آمنة للأطفال والنساء، وفتح الطريق أمام الأجيال القادمة نحو حياة يسودها السلام والاستقرار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية