بعد إجلائهم من غزة.. فلسطينيون يحاولون إعادة بناء حياتهم في اليونان
بعد إجلائهم من غزة.. فلسطينيون يحاولون إعادة بناء حياتهم في اليونان
تعيش رغد الفرا البالغة من العمر 15 عاماً منذ إجلائها من غزة في فبراير الماضي، صعوبات كبيرة في التكيف مع حياتها الجديدة في أثينا، بعد أن أصيبت بجروح بالغة خلال الحرب على القطاع الفلسطيني.
وبسبب الإصابات تستخدم رغد العكازات للتنقل، وتعاني من صدمات نفسية لم تتلقّ علاجاً لها بعد، وفق ما ذكرت والدتها شادية لوكالة فرانس برس، اليوم الثلاثاء.
وقال إراكليس موسكوف الأمين العام لشؤون الرعاية الاجتماعية في وزارة الهجرة اليونانية، إن رغد واحدة من عشرة قاصرين من غزة يعانون إصابات "معقدة" في العظام، إضافة إلى المعاناة النفسية الناجمة عن الحرب.
وأصيبت رغد في القصف الإسرائيلي على مدينة خان يونس في يوليو 2024، وتعرضت ساقها اليمنى وظهرها للسحق تحت أنقاض مبنى، وظلت على جهاز التنفس الصناعي شهرين، وطريحة الفراش لمدة سبعة أشهر.
عند وصولها إلى اليونان، تلقّت العلاج في مستشفى للأطفال، لكنها اضطرت للانتظار طويلاً للحصول على أجهزة داعمة ولم تتلقَّ أي مساعدة مالية من الحكومة اليونانية.
تحديات التعليم والاندماج
بينما تحاول رغد العودة تدريجياً إلى حياة طبيعية، تكافح سارة السويركي، 20 عاماً، المصابة أيضاً أثناء الحرب، لإعادة بناء مستقبلها الدراسي والاجتماعي.
وبعد قبولها في كلية ديري الأميركية في اليونان لدراسة علم النفس، تأمل سارة في مساعدة آخرين على تجاوز الصدمات النفسية التي خلفتها الحرب، مؤكدة أنها "لا تريد أن تكون مجرد ناجية".
وعلى الرغم من التضامن الشعبي اليوناني الواسع مع الفلسطينيين، لا تبدو الحكومة الحالية بقيادة كيرياكوس ميتسوتاكيس مستعدة لاستضافة مزيد من جرحى غزة، وفق ما يشير إليه لطيف درويش المسؤول الفلسطيني، معتبرًا أن الحكومة "نسيت الصداقة التاريخية مع الشعب الفلسطيني".
وقد وجدت الجالية الفلسطينية في اليونان ملاذاً في ثمانينيات القرن العشرين، في حين يشهد اليوم التضامن الشعبي محاولات لمساندة الفارين من الحرب، على الرغم من عدم اعتراف الحكومة بالدولة الفلسطينية رسمياً حتى الآن، مع تأييد 74% من اليونانيين لذلك، بحسب استطلاع حديث.
مئات الآلاف من الضحايا
أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 عن مئات الآلاف من الضحايا، كما تسببت في تشريد أعداد هائلة من السكان.
وبالرغم من اتفاق الهدنة في 10 أكتوبر 2025، لا تزال غزة غير مؤهلة لإعادة الإعمار، ما يجعل حياة العائلات النازحة في اليونان مؤقتة، وسط شعور بالعجز عن مساعدة من تبقى في القطاع.
وتختتم الراغبات في مستقبل أفضل، مثل رغد وسارة، محاولة التكيف مع حياتهن الجديدة، مع الحفاظ على الأمل في التعلم والعيش الكريم، بعيداً عن ويلات الحرب والدمار.










