انتهاكات متزايدة.. تسجيل 57 اعتداءً للقوات الإسرائيلية بحق صحفيين فلسطينيين خلال شهر
انتهاكات متزايدة.. تسجيل 57 اعتداءً للقوات الإسرائيلية بحق صحفيين فلسطينيين خلال شهر
وثّقت لجنة الحريات الصحفية التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين ارتفاعاً خطِراً في وتيرة الاعتداءات بحق الصحفيين خلال شهر نوفمبر، بعد أن أعلنت تسجيل 57 انتهاكاً نفذتها قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنون ضد طواقم الإعلام في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتعكس هذه الأرقام واقعاً ميدانياً يتسم بالتصعيد الممنهج ضد العمل الصحفي، ومحاولات متكررة لإسكات الصوت الفلسطيني ومنع نقل الحقيقة إلى العالم، في ظل أوضاع أمنية شديدة التوتر وتكثيف الإجراءات العسكرية في مختلف المناطق، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، اليوم الأحد.
وكشفت اللجنة في تقريرها الشهري أن هذه الانتهاكات لم تكن حوادث فردية أو معزولة، بل اتخذت أنماطاً متكررة وخطِرة استهدفت الصحفيين بشكل مباشر، وعرضت حياتهم لخطر حقيقي أثناء قيامهم بواجبهم المهني.
وأشارت إلى أن للمستوطنين دوراً محورياً في تنفيذ عدد كبير من هذه الاعتداءات، خاصة في المناطق الريفية والزراعية في الضفة الغربية، حيث كثّفوا هجماتهم بالتزامن مع موسم قطف الزيتون، وهو الموسم الذي يشهد سنوياً تصعيداً في الاعتداءات على المواطنين والصحفيين على حد سواء.
استهداف بالرصاص الحي
اعتدت قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنون على الصحفيين بوسائل متعددة، بدءاً من استهداف اثنين منهم بالرصاص المعدني والحي، أحدهما في طولكرم والآخر في قطاع غزة، مروراً بتنفيذ أكثر من 22 اعتداءً مباشراً من قبل المستوطنين شملت المنع من التغطية، والمطاردة، والضرب بالعصي، ورشق الحجارة، وإشهار السلاح بوجه الصحفيين أثناء تغطية الأحداث في الخليل ونابلس ومناطق أخرى.
ولم تتوقف الانتهاكات عند الاعتداء الجسدي فقط، بل شملت أيضاً إيقاف صحفيين لساعات طويلة، ومنعهم من الوصول إلى أماكن الحدث، والاستيلاء على الكاميرات والمعدات الصحفية، وإجبار بعضهم على حذف الصور والمواد المصورة من هواتفهم.
واصل جنود الجيش الإسرائيلي تضييقهم على الإعلاميين من خلال اقتحام منازل بعضهم، كما حدث مع الصحفي إيهاب العلامي في بلدة بيت أمر، واعتقال المصور الصحفي هشام أبو شقرة أثناء تغطيته للأحداث في حوارة، فضلاً على إصدار حكم بالسجن لمدة عامين بحق الصحفي رامز عوّاد، في خطوة عدّتها النقابة امتداداً لسياسة تكميم الأفواه وملاحقة كل من يوثق جرائم الاحتلال وينقل معاناة الشعب الفلسطيني.
اعتداءات لإسكات الإعلام
شدد رئيس لجنة الحريات، الصحفي محمد اللحام، على أن هذه الأرقام تكشف منهجاً واضحاً ومتعمداً لإسكات الإعلام الفلسطيني، موضحاً أن الاعتداءات تجاوزت مرحلة التهديد والترهيب إلى الضرب المباشر وإطلاق النار، في محاولة لردع الصحفيين عن مواصلة عملهم في فضح الانتهاكات.
وطالب اللحام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، والضغط على الاحتلال من أجل وقف هذه الاعتداءات، وتوفير حماية عاجلة للصحفيين العاملين في الميدان، خصوصاً في ظل تصاعد عنف المستوطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
وسجّلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في سياق متصل، إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في بلدة الرام شمال شرق القدس المحتلة، حيث تعاملت طواقمها مع إصابتين بالرصاص الحي في الأطراف السفلية لرجلين يبلغان 47 و27 عاماً قرب جدار الفصل والتوسع العنصري، إضافة إلى إصابة شابين آخرين من محافظة سلفيت في المنطقة نفسها.
وتعكس هذه الإصابات حجم التوتر الميداني واستمرار سياسة القوة المفرطة التي تُستخدم من قبل الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين والصحفيين الفلسطينيين على حد سواء.
وتكشف هذه الوقائع مجتمعة عن صورة قاتمة لواقع الحريات الصحفية في الأراضي الفلسطينية، حيث يتحول الصحفي من ناقل للحقيقة إلى هدف مباشر للنيران والاعتقال والترهيب، في مشهد يطرح تساؤلات كبيرة حول مستقبل الصحافة الحرة في مناطق النزاع، ويدق ناقوس الخطر أمام المنظمات الدولية والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان للتدخل ووضع حد لهذا الاستهداف المتواصل.











