أزمة إنسانية في غزة.. سوء التغذية يهدد حياة الأطفال وتدهور الخدمات الصحية

يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة منذ اندلاع الحرب في  أكتوبر 2023، حيث ارتفعت أعداد الشهداء والجرحى بشكل كبير، في حين تكشف الفحوص الطبية انتشار سوء التغذية بين الأطفال، ما يفاقم معاناة المدنيين في ظل تدهور الخدمات الصحية والمساعدات الإنسانية.

وفي هذا السياق، نشرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الأحد، تغريدة عبر صفحتها الرسمية على موقع "إكس"، أكدت فيها أن حوالي 7000 طفل في قطاع غزة خضعوا للفحص للكشف عن سوء التغذية، وقد تم تشخيص 508 منهم على أنهم يعانون من سوء تغذية حاد، ما يسلط الضوء على الحالة الصحية الحرجة للأطفال في مناطق النزاع.

وأوضحت الوكالة أن هذا الفحص جاء ضمن الجولة الأولى من حملة التحصين الاستدراكية التي نُفذت بين 9 و20 نوفمبر الماضي، بالتعاون بين اليونيسف والأونروا ومنظمة الصحة العالمية وشركاء آخرين. 

وأشارت إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تقييم الوضع الصحي للأطفال وتقديم الدعم الغذائي والعلاجي المناسب لهم، في ظل صعوبة وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضرراً.

ارتفاع حصيلة الشهداء

من جهة أخرى، أعلنت مصادر طبية محلية عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70 ألف و360 شخصاً منذ بدء الحرب، معظمهم من الأطفال والنساء، في حين بلغت حصيلة الإصابات 171 ألف و47 شخصاً. 

وأشارت المصادر إلى أن عدداً من الضحايا لا يزال تحت الأنقاض، في حين تواجه طواقم الإسعاف والإنقاذ صعوبات بالغة في الوصول إليهم بسبب الدمار الشامل.

وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وصل 6 شهداء و17 مصاباً إلى مستشفيات القطاع، في حين ارتفعت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2023 إلى 373 قتيلًا و970 مصابًا، وقد تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 624 جثماناً.

نقص الإمدادات الطبية والغذائية

تعكس هذه الأرقام حجم المعاناة الإنسانية في غزة، حيث أدى النزاع المسلح إلى تدمير البنى التحتية، ونقص الإمدادات الطبية والغذائية، وتفاقم أوضاع الأطفال والنساء بشكل خاص. 

ويشير العاملون في القطاع الصحي إلى أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، منها ضعف المناعة، وتأخر النمو الجسدي والعقلي، وزيادة مخاطر الوفاة.

وفي هذا الإطار، حثت الأونروا والشركاء الدوليون على تكثيف جهود الدعم الإنساني وتوفير المساعدات الغذائية والطبية للأطفال والنازحين، مع ضمان وصولها إلى جميع المناطق المتضررة بشكل عاجل وفعّال.