في اليوم العالمي.. الأونروا تؤكد شمولية حقوق الإنسان وترفض استثناء الفلسطينيين
في اليوم العالمي.. الأونروا تؤكد شمولية حقوق الإنسان وترفض استثناء الفلسطينيين
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الأربعاء أن حقوق الإنسان وحدة واحدة لا تتجزأ، ولا يجوز أن تُستثنى منها أي جماعة أو شعب، وفي مقدمتهم اللاجئون الفلسطينيون الذين يعيشون ظروفاً إنسانية معقدة منذ عقود.
وجاء بيان الوكالة عبر حسابها في منصة "إكس" بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر، حيث شددت على ضرورة احترام الحقوق دون تمييز أو انتقائية، وعلى أن حقوق اللاجئين جزء من الحقوق الأساسية التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولفتت "الأونروا" في بيانها إلى أن أية استثناءات تطول فئة دون أخرى تعني أن القيم والمبادئ التي يقوم عليها القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ستكون في مهب الخطر.
وأكدت أن تجاهل حقوق اللاجئين الفلسطينيين يضع معيار العدالة على المحك، خصوصاً في ظل الانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها المدنيون في الأراضي الفلسطينية.
تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية
يتزامن موقف الأونروا مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتَواصل خرق تل أبيب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي وأنهى عملية عسكرية استمرت عامين في غزة، وأسفرت تلك العملية عن استشهاد أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 171 ألفاً، أغلبهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار واسع قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار، وتشير تقارير أممية إلى أن هذه الأرقام تعكس أزمة إنسانية غير مسبوقة تستدعي وقف الانتهاكات والعمل على حماية المدنيين دون تأخير.
وقالت الوكالة في بيانها إن حقوق الإنسان يجب أن تبقى ثابتة في وجه الصراعات السياسية والعسكرية، وإن الفلسطينيين الذين يعيشون اللجوء والحرمان منذ أجيال لهم الحق نفسه في الكرامة والأمان والعدالة، وأضافت أن حقوق اللاجئين الفلسطينيين ليست مطلباً استثنائياً بل جزء أصيل من الحقوق التي أقرها المجتمع الدولي لجميع البشر بلا استثناء.
أهمية يوم حقوق الإنسان
يعد اليوم العالمي لحقوق الإنسان مناسبة سنوية تعتمدها الأمم المتحدة لإحياء ذكرى تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948، وهو يوم يهدف إلى تذكير العالم بأن الحقوق ليست منحة سياسية ولا امتيازاً تمنحه الدول، بل هي أساس كرامة كل إنسان.
ويشكل هذا اليوم مساحة لتقييم وضع الحقوق والحريات في العالم وتسليط الضوء على الانتهاكات التي لا تزال مستمرة رغم مرور عقود على اعتماد الإعلان، كما يدعو الحكومات والمجتمعات إلى الوفاء بالتزاماتها في حماية الأفراد من التعذيب والاعتقال التعسفي والتمييز والعنف، وتعزيز جهود المنظمات الحقوقية التي تعمل من أجل عالم أكثر عدلاً واحتراماً للكرامة الإنسانية.
تأسست الأونروا عام 1949 بهدف تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين الذين شردتهم نكبة 1948، وتشمل خدماتها التعليم والصحة والإغاثة والإسكان في كل من الضفة الغربية وغزة ولبنان وسوريا والأردن. ومع تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية في المنطقة أصبحت الوكالة إحدى أهم المؤسسات الإنسانية التي يعتمد عليها ملايين الفلسطينيين.
وتواجه الأونروا ضغوطاً سياسية ومالية متزايدة من بعض الدول، إضافة إلى محاولات لتقليص عملها أو إعادة تعريف وضع اللاجئين، الأمر الذي تعده الوكالة تهديداً مباشراً للحقوق الإنسانية الأساسية للاجئين الفلسطينيين، ويشير خبراء حقوق الإنسان إلى أن تراجع الدعم للأونروا ينعكس على أكثر من 5 ملايين لاجئ يعيشون في ظروف صعبة، ما يجعل حماية منظومة حقوقهم مسؤولية دولية لا يمكن ترحيلها أو تجاهلها.











