فرصة للتواصل والإندماج.. موسيقيون مهاجرون يحيون مسيرتهم الفنية في فرنسا
فرصة للتواصل والإندماج.. موسيقيون مهاجرون يحيون مسيرتهم الفنية في فرنسا
يستمر عشرات الموسيقيين المهاجرين واللاجئين في فرنسا، من سوريين وأوكرانيين ولبنانيين وأتراك وأرمن، في السعي لإعادة بناء مسيرتهم الفنية، بعد أن اضطروا لمغادرة بلدانهم بسبب النزاعات أو الظروف الصعبة، مستفيدين من برنامج توجيه مهني موسيقي يوفر لهم الإرشاد والدعم الفني المكثف.
داخل صالون هادئ في أحد قصور باريس عزف جول شاهين، عازف الكلارينيت السوري، مقطوعة "الرقصات الرومانية" لبيلّا بارتوك، بالتوازي مع عزف شريكته اللبنانية ميرلي الحدّاد على البيانو، في مشهد يجسد إصرار هؤلاء الفنانين على استكمال مسيرتهم الفنية رغم التحديات، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء.
ويشارك جول وميرلي ضمن النسخة الأولى من برنامج “باكس ميوزيكا” الذي اختار 11 موسيقيًا محترفًا من بين أكثر من 70 مرشحًا يمثلون 24 جنسية، لتلقي نصائح من مرشدين ذوي خبرة في مجالات الأداء، إدارة الحفلات، تجديد الآلات الموسيقية، وربطهم بشركات الإنتاج، ما يوفر لهم شبكة دعم ثقافي ومهني لا تُدرَّس في الكتب، بحسب مؤسِّسة الجمعية إيلين داكور.
تقديم نصائح عملية
يشير رافاييل سيفير، عازف الكلارينيت والملحن الحائز على جوائز، إلى أن دوره هو تقديم نصائح عملية وربطهم بخبراته المهنية، لا تعليمهم الموسيقى، مؤكداً أن برنامج التوجيه يسهم في تجاوز الصعوبات التي يواجهها الموسيقيون الأجانب في فرنسا، من فهم الثقافة الموسيقية المحلية إلى بناء مسيرة احترافية.
ويصف الموسيقيون المشاركون تجربتهم بأنها فرصة للاندماج الفني والاجتماعي، بعيدًا عن وصمة "لاجئ"، مع التركيز على الإبداع والتعبير الفني.
ويقول جول شاهين: "إذا اعتبرنا أنفسنا ضحايا، فلن نتحدث بعد ذلك عن الموسيقى"، مشددًا على أن موسيقاهم تعكس هويتهم وتجاربهم الشخصية.
استكمال المشاريع الفنية
يأمل المشاركون أن يُتيح لهم البرنامج استكمال مشاريعهم الفنية، ومنها إصدار ألبومات تكريمية لفناني المشرق وتنظيم حفلات موسيقية في سوريا حالما تستقر الأوضاع، مع الحفاظ على مساراتهم المهنية في فرنسا.
ويمثل هذا البرنامج نموذجًا لـ تمكين الفنانين المهاجرين واللاجئين، ويؤكد أن الموسيقى يمكن أن تكون جسراً للتواصل والاندماج، وفرصة لإعادة بناء الحياة المهنية والفنية رغم التحديات والاغتراب.











