الشرطة البريطانية تتوعد بإجراءات صارمة ضد أي شعارات معادية لليهود

الشرطة البريطانية تتوعد بإجراءات صارمة ضد أي شعارات معادية لليهود
الشرطة البريطانية- أرشيف

أعلنت الشرطة البريطانية، اليوم الأربعاء، عزمها اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الأفراد الذين يرفعون لافتات أو يطلقون هتافات تُعد مستهدِفة لليهود، في ظل تصاعد المخاوف الأمنية بعد سلسلة هجمات دامية غيّرت، بحسب السلطات، سياق الاحتجاجات وحدود التعبير المقبول في الفضاء العام.

وأكّدت شرطة العاصمة لندن وشرطة منطقة مانشستر الكبرى، في بيان مشترك نقلته وكالة رويترز، أن بعض الشعارات المستخدمة في احتجاجات مقبلة، ولا سيما تلك التي تتضمن عبارات مثل “عولمة الانتفاضة”، باتت تُثير قلقاً متزايداً داخل أوساط المجتمع اليهودي، مشددة على أن من يستخدمها بطريقة تستهدف فئة بعينها “عليه أن يتوقع رداً حازماً من الشرطة”.

هجمات دموية 

ربطت السلطات هذا التشدد بسياق أمني جديد فرضته هجمات عنيفة وقعت خلال الأشهر الماضية، أبرزها مقتل 15 شخصاً في هجوم مسلح استهدف محتفلين بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) على شاطئ بونداي في أستراليا، إضافة إلى هجوم آخر وقع في أكتوبر الماضي على كنيس يهودي في مدينة مانشستر شمال إنجلترا، وأسفر عن مقتل شخصين.

وأوضحت الشرطة البريطانية، في بيانها، أن “أعمال عنف وقعت، وتغير السياق”، مؤكدة أن “الكلمات لها معنى ولها عواقب”، ومشددة على أن الأجهزة الأمنية “ستتصرف بحزم وستجري اعتقالات عند الضرورة”.

وتزامن الإعلان مع تصاعد الجدل في بريطانيا حول اللغة المستخدمة في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، حيث دعت منظمات يهودية إلى تشديد الرقابة على الشعارات والهتافات التي ترى أنها تحمل دلالات تحريضية أو يمكن تفسيرها كدعوة إلى العنف.

وأفادت منظمة “كوميونيتي سيكيوريتي تراست” (CST)، المسؤولة عن حماية المجتمع اليهودي في بريطانيا، بأن الحوادث المعادية للسامية شهدت ارتفاعاً حاداً خلال الفترة الأخيرة، في ظل التوترات المرتبطة بالحرب في غزة وتداعياتها الدولية.

مخاوف من العنف

حذّر ديف ريتش، مدير السياسات في منظمة CST، من خطورة ما وصفه بتطبيع لغة تحريضية تحت غطاء التضامن السياسي، قائلاً في تعليق نشره هذا الأسبوع: “هل هناك صلة بين تبني دعوات تحمل إيحاءات بالموت باسم الحقوق الفلسطينية، وبين قيام أشخاص فعلياً بالتسبب في سقوط قتلى باسم القضية نفسها؟”، مضيفاً أن “مجرد طرح هذا السؤال يجعل الجواب يبدو واضحاً”.

ويعكس الموقف البريطاني محاولة للموازنة بين حماية حرية التعبير وحق التظاهر، وبين منع التحريض على الكراهية والعنف، في وقت تواجه فيه أوروبا تصاعداً في التوترات المرتبطة بالنزاعات الدولية وانعكاساتها داخل المجتمعات المتعددة الثقافات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية