تحذير أممي: أكثر من مئة ألف طفل في غزة مهددون بسوء تغذية حاد

تحذير أممي: أكثر من مئة ألف طفل في غزة مهددون بسوء تغذية حاد
أطفال غزة وأثار سوء التغذية

حذرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم خطير للأزمة الإنسانية في قطاع غزة مؤكدة أن أكثر من مئة ألف طفل يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد في ظل استمرار الحصار ونقص الإمدادات الأساسية، لافتة أن المؤشرات الصحية والغذائية تنذر بكارثة وشيكة تهدد حياة الأطفال ومستقبلهم الصحي إذا لم يحدث تدخل عاجل.

وأوضحت المنظمة في بيان يوم الجمعة أن أطفال غزة يعانون من أزمة سوء تغذية متفاقمة نتيجة الانقطاع المستمر في الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية الأساسية ما يهدد نموهم الجسدي والعقلي ويضع حياة أعداد كبيرة منهم أمام مخاطر صحية طويلة الأمد يصعب تداركها لاحقاً.

نساء حوامل ومرضعات بلا غذاء كافٍ

أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن التوقعات الميدانية تشير إلى أن آلاف النساء الحوامل والمرضعات قد يعانين من سوء تغذية حاد خلال الفترة المقبلة نتيجة النقص الحاد في الغذاء والرعاية الصحية وصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة داخل القطاع بسبب القيود الإسرائيلية.

أشارت المنظمة إلى أن أكثر من مليون ونصف المليون شخص في غزة يعانون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي في وقت تقترب فيه البنية الصحية والغذائية من الانهيار الكامل، ودعت إلى تسريع إدخال المساعدات الإنسانية وضمان تدفق الوقود والمستلزمات الطبية بشكل منتظم ومستدام.

مساعدات لا تكفي للبقاء الآمن

كشف التصنيف الدولي المتكامل لمراحل الأمن الغذائي بمشاركة وكالات الأمم المتحدة أن الوضع الغذائي في قطاع غزة شهد تحسناً طفيفاً مقارنة بالتقديرات السابقة التي أشارت إلى حدوث مجاعة، إلا أن معظم السكان لا يزالون يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي خلال الأشهر الأخيرة.

لفت التصنيف إلى أن زيادة المساعدات الإنسانية منذ وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر الماضي أسهمت في التخفيف الجزئي من الأزمة لكنها ما زالت تقتصر على الحد الأدنى من الاحتياجات اللازمة للبقاء على قيد الحياة دون تحقيق استقرار غذائي حقيقي للسكان.

بنية مدمرة وظروف قاسية

أوضح التقرير أن البنية التحتية والخدمات الأساسية، ومنها الرعاية الصحية ومعالجة المياه والصرف الصحي، لا تزال غير قادرة على تلبية احتياجات السكان بالكامل، في حين يعيش عدد كبير من الأهالي في ملاجئ مؤقتة تفتقر إلى مقومات الحماية من ظروف الشتاء القاسية.

يأتي هذا التحذير في سياق أزمة إنسانية غير مسبوقة يشهدها قطاع غزة منذ اندلاع الحرب وما رافقها من حصار مشدد وتدمير واسع للبنية التحتية، وكانت تقارير أممية قد أكدت في أغسطس الماضي تسجيل حالات مجاعة في مدينة غزة مع توقع امتدادها إلى مناطق أخرى مثل دير البلح وخان يونس في حال استمرار تدهور الأوضاع، وعلى الرغم من دخول مساعدات إنسانية محدودة خلال الأشهر الأخيرة، فإن القيود المفروضة على المعابر وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة لا تزال تحول دون تلبية الاحتياجات الأساسية لملايين المدنيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية