تدهور صحة الناشطة الحقوقية نزهة مجدي داخل سجن العرجات بالمغرب
تدهور صحة الناشطة الحقوقية نزهة مجدي داخل سجن العرجات بالمغرب
كشفت أسرة الناشطة المغربية نزهة مجدي عن تدهور مقلق في وضعها الصحي والنفسي داخل سجن العرجات بمدينة سلا، بعد نحو أسبوع على اعتقالها أثناء توجهها إلى مدينة أكادير لتنفيذ حكم قضائي نهائي يقضي بثلاثة أشهر حبساً نافذاً.
وأثار هذا التطور مخاوف حقوقية متزايدة، في ظل حديث الأسرة وهيئات نقابية عن غياب الرعاية الطبية الكافية، وما قد يترتب على ذلك من مخاطر على سلامتها الجسدية والنفسية، بحسب ما ذكرت وكالة "أنباء المرأة"، اليوم الأحد.
وأعاد الملف إلى الواجهة الجدل المستمر في المغرب حول أوضاع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية والنقابية.
زيارة تكشف تدهوراً صحياً
أعلنت أسرة نزهة مجدي، وهي عضوة في التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فُرض عليهم التعاقد، عن مستجدات وصفتها بـ«المقلقة» عقب أول زيارة عائلية لها داخل السجن.
وأوضح المجلس الوطني للتنسيقية أن والدة نزهة تمكنت يوم الجمعة الماضي من زيارتها للمرة الأولى منذ إيداعها السجن.
ونقلت الأم، وفق البيان، أن ابنتها تعاني من تراجع واضح في صحتها الجسدية، إلى جانب حالة نفسية «غير مطمئنة»، ما يستدعي، بحسب الأسرة، متابعة طبية مستمرة وظروف احتجاز إنسانية.
الاعتقال والحكم القضائي
اعتُقلت نزهة مجدي في 18 ديسمبر الجاري أثناء توجهها لتنفيذ حكم قضائي نهائي يقضي بثلاثة أشهر حبساً نافذاً.
وجاء الحكم على خلفية مشاركتها في احتجاجات التنسيقية عام 2021، وهي حركات مطلبية واسعة طالبت بإدماج الأساتذة المتعاقدين وتحسين أوضاعهم المهنية.
وشملت التهم الموجهة إليها، بحسب المعطيات الرسمية، «التجمهر غير المرخص»، و«خرق حالة الطوارئ الصحية»، و«إهانة القوة العمومية»، إضافة إلى «إيذاء رجال الأمن أثناء قيامهم بمهامهم».
تضامن حقوقي ونقابي
طالبت أصوات حقوقية ونقابية بالإفراج عن نزهة مجدي، معتبرة أن استمرار احتجازها في ظل تدهور وضعها الصحي يشكل خطراً حقيقياً على سلامتها.
وعبّرت هذه الجهات عن قلقها من انعكاسات الوضع النفسي والصحي على حياتها داخل السجن، داعية إلى تمكينها من الرعاية الطبية اللازمة، واحترام المعايير الإنسانية في التعامل مع المعتقلين.
واعتبرت منظمات داعمة أن القضية تتجاوز الحالة الفردية، وتعكس إشكالية أوسع تتعلق بكيفية معالجة الاحتجاجات الاجتماعية والنقابية عبر المقاربة القضائية والأمنية.
ملف مفتوح على الجدل
سلّط تدهور الحالة الصحية لنزهة مجدي الضوء مجدداً على أوضاع السجون بالمغرب، لا سيما فيما يخص المعتقلين على خلفية قضايا الرأي والاحتجاج.
ويترقّب متابعون ما إذا كانت الضغوط الحقوقية ستفضي إلى إجراءات عاجلة، سواء بتحسين ظروف احتجازها أو الاستجابة لمطالب الإفراج عنها، في وقت يستمر فيه الجدل المجتمعي حول حدود الحق في الاحتجاج والتعبير.











