رحيل خالدة ضياء.. نهاية حقبة تاريخية شكّلتها أول امرأة تتولى قيادة بنغلاديش
رحيل خالدة ضياء.. نهاية حقبة تاريخية شكّلتها أول امرأة تتولى قيادة بنغلاديش
أسدل الموت، صباح اليوم الثلاثاء، الستار على حياة واحدة من أكثر الشخصيات السياسية تأثيرًا في تاريخ بنغلاديش المعاصر، بوفاة رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء عن عمر ناهز 80 عامًا، في لحظة كانت البلاد تستعد فيها لانتخابات برلمانية مصيرية مطلع فبراير 2026.
شكّل رحيل ضياء صدمة سياسية وشعبية، إذ جاءت وفاتها في توقيت بالغ الحساسية، وسط توقّعات واسعة بفوز ساحق لحزبها، الحزب الوطني البنغلاديشي، الذي قادته منذ عام 1984، وعادت لتتقدّم صفوفه رغم المرض، في محاولة أخيرة لاستعادة السلطة بعد سنوات من الإقصاء والسجن.
برزت خالدة ضياء كأول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في بنغلاديش عام 1991، ونجحت خلال مسيرتها السياسية في شغل المنصب ثلاث مرات، في فترات اتسمت بصراعات حادة، واستقطاب سياسي عميق، ومنافسة تاريخية مع غريمتها شيخة حسينة.
رمز لصراع طويل
لم تكن تجربتها في الحكم مجرد تداول سلطة، بل تحولت إلى رمز لصراع طويل بين مشروعين سياسيين شكّلا ملامح الدولة البنغلاديشية لعقود.
تدهورت صحة ضياء بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد سجنها عام 2018 بتهم فساد في عهد حكومة حسينة، وهو ما اعتبره أنصارها تصفية سياسية أكثر منه مسارًا قضائيًا.
ومنذ ذلك الحين، تنقّلت بين المستشفيات، وصولًا إلى إدخالها العناية المركزة أواخر نوفمبر الماضي بسبب عدوى رئوية حادة، وسط مطالب متكررة بنقلها للعلاج في الخارج.
البقاء في قلب المشهد
أصرّت رغم ذلك على البقاء في قلب المشهد، معلنة عزمها قيادة حملة الحزب الوطني البنغلاديشي في الانتخابات المقبلة، والسعي مجددًا إلى مقعد برلماني، في خطوة حملت دلالات رمزية عن تحدي المرض والخصوم معًا.
فتح رحيلها الباب أمام مرحلة جديدة داخل الحزب، مع عودة نجلها طارق رحمن من منفاه الاختياري في المملكة المتحدة بعد 17 عامًا، استعدادًا لقيادة المعركة الانتخابية، وسط تساؤلات حول قدرته على ملء الفراغ الذي خلّفته والدته، سياسيًا وشعبيًا.
برحيل خالدة ضياء، لا تفقد بنغلاديش مجرد رئيسة وزراء سابقة، بل تطوي صفحة من تاريخها السياسي المليء بالصدامات والتحولات، وتدخل مرحلة جديدة ستتحدد ملامحها في صناديق الاقتراع، من دون واحدة من أبرز صانعاته.










