بسبب الحمى النزفية: هل يمتنع العراقيون عن تناول اللحوم الحمراء مع اقتراب عيد الأضحى؟

بسبب الحمى النزفية: هل يمتنع العراقيون عن تناول اللحوم الحمراء مع اقتراب عيد الأضحى؟

مع اقتراب عيد الأضحى الذي يذبح فيه المسلمون الأضاحي كفريضة دينية، تضرب موجة من "الحمى النزفية" العراق منذ يناير الماضي، تسببت في 27 حالة وفاة وأكثر من 212 إصابة، بحسب الدكتور عدنان نوار مسؤول، منظمة الصحة العالمية للأمراض الانتقالية في العراق. 

ورغم قلة عدد الوفيات وتركزها في المناطق الريفية بين مربي الماشية، فإن الخبير الدولي يحذر من خطورة الحمى النزفية "بسبب عدم وجود لقاحات مضادة لها وعدم وجود علاج تخصصي للمصابين بها ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات بينهم لتصل إلى 40%".

ومع اقتراب موسم الأضاحي في يوليو، حيث يعمد كثيرون في العراق إلى ذبح أضاحيهم بأنفسهم داخل بيوتهم، تتزايد المخاوف من ارتفاع نسبة الإصابة بين الأشخاص العاديين بدلا من اقتصارها على الفئات التي تتعامل مع الماشية حاليا.

وتعد الحمى النزفية من الأمراض المعدية التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بعلل شديدة تهدد الحياة، مثل تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة ما يجعلها "تسرِّب"، كما يمكن أن تعوق قدرة الدم على التجلط.

وقال المتحدث باسم الوزارة حميد النايف لوكالة الأنباء العراقية (واع): "إن هناك 4 عوامل ساعدت على ارتفاع الإصابات بمرض الحمى النزفية، هي قلة الكوادر البيطرية واستمرار ذبح الحيوانات العشوائي داخل المدن وعدم الاهتمام بنظافة الحظائر الحيوانية، فضلا عن تقليص الدوام الرسمي ضمن إجراءات مواجهة فيروس كورونا". 

ولفت النايف إلى أن "الوزارة لديها تواصل مع جميع مربي الحيوانات ولدينا فرق جوالة في كل أنحاء العراق لمكافحة الأمراض ومنع وصولها إلى الإنسان". 

ما هي الحمى النزفية؟

الحمى النزفية أو الحمى النزفية الفيروسية (بالإنجليزية: Viral Hemorrhagic Fevers (VHFs))، هي مجموعة من الأمراض المعدية تؤثر على العديد من أجهزة الجسم في الوقت نفسه، وتؤثر على قدرة الجسم على تنظيم نفسه، كما قد تسبب تلفاً في الأوعية الدموية وخللاً في عملية تجلط الدم. 

 تسبب بعض أنواع الحمى النزفية مرضاً خفيفاً نسبياً، بينما قد يسبب بعضها الآخر مرضاً شديداً مهدداً للحياة.. وتختلف الأعراض باختلاف الفيروس المسبب، إلا أنه غالباً ما يصاحبها حدوث نزف داخلي أو خارجي، لكن نادراً ما يكون هذا النزف مهدداً للحياة.

أعراضها

تختلف مؤشرات الحمى النزفية الفيروسية وأعراضها حسب المرض، وفق ما ذكر موقع "مايو كلينيك" الطبي، حيث يمكن أن تشمل الأعراض المبكرة، الحُمّى والتعب أو الضعف أو الشعور العام بالتوعك، والدوار وآلام العضلات أو العظام أو المفاصل، والغثيان والقيء والإسهال. 

أما الأعراض التي قد تصبح مهددة للحياة فتشمل نزيفاً تحت الجلد أو في الأعضاء الداخلية أو من الفم أو العينين أو الأذنين، وخللاً وظيفي في الجهاز العصبي، والغيبوبة والهذيان، والفشل الكلوي والتنفسي والكبدي، وتنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مخالطة الحيوانات أو الحشرات المصابة بالعدوى، علما أن الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية، تعيش في العديد من العوائل الحيوانية والحشرية، وتشمل في الغالب البعوض أو القراد أو القوارض أو الخفافيش.

وتنتقل بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية عبر لدغات البعوض أو القراد، كما ينتقل البعض الآخر عبر ملامسة سوائل المصاب، مثل الدم أو اللعاب أو السائل المنوي، ويمكن انتقال عدة أنواع أخرى منها عبر استنشاق فضلات الفئران المصابة. 

وإذا سافرت إلى منطقة تنتشر فيها حمى نزفية معينة، فقد تصاب بالعدوى من دون أن تظهر عليك الأعراض إلا بعد عودتك إلى وطنك، وقد يستغرق ظهور الأعراض من يومين إلى 21 يوما حسب نوع الفيروس.

 

أنواع الحمى النزفية

أنواع الحمى النزفية الفيروسية: يوجد العديد من أنواع الحمى النزفية، منها: حمى الضنك، وهي حمى فيروسية تنتقل من خلال لدغة أنثى بعوضة من جنس الزاعجة المصرية، ومن أعراضها ارتفاع شديد للحرارة قد يصل إلى 41 درجة سيلسيوس. 

حمى الإيبولا، وهي حمى يسببها فيروس الإيبولا، والذي يعد من الفيروسات الخطيرة التي تصيب الإنسان والحيوان. 

تتميز بارتفاع حرارة الجسم، والتعب العام، والألم في العضلات. 

حمى لاسا، وهي من أنواع الحمى الفيروسية النزفية، لكنها أقل عدوى من الأنواع الأخرى، وأقل شدة، حيث قد لا يعاني فيها المريض من أي أعراض أو قد يعاني من أعراض طفيفة. 

حمى ماريورغ، وهي حمى يسببها فيروس ماربورغ، تنتقل من خلال خفافيش الفاكهة.

 الحمى الصفراء، وهي من أنواع الحمى النزفية التي تنتقل من خلال البعوض، ويرافقها صداع، وألم في العضلات، والتقيؤ، وفقدان الشهية، واليرقان.

 تعد كل من حمى الضنك والحمى الصفراء من أنواع الحمى النزفية الفيروسية الأكثر شيوعاً.
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية