احتجاجات بنغلاديش.. سقوط حسينة يشعل نيران الحرية والمطالب الشعبية

احتجاجات بنغلاديش.. سقوط حسينة يشعل نيران الحرية والمطالب الشعبية
احتجاجات بنغلاديش

بعد عقود من حكم حسينة واجد، شهدت بنغلاديش ربيعًا جديدًا من الاحتجاجات إثر سقوط نظامها الذي دام منذ عام 2009، حيث تعج شوارع العاصمة دكا يوميًا بتظاهرات مطلبية متفرقة، تجمع بين مطالب سياسية واجتماعية وحتى فردية.

احتجاجات متعددة المطالب

وسط أجواء من الضجيج والهتافات، يُضرب محبوب الحق شيبون عن الطعام مطالبًا بإقالة الرئيس محمد شهاب الدين، الذي يعتبره امتدادًا للنظام السابق، وفي مواقع أخرى من دكا، يرفع موظفو المصالح العقارية مطالبهم بدفع الرواتب، بينما يندد آخرون بأعمال تخريب استهدفت مساجد، بحسب تقرير السبت نشرته وكالة فرانس برس.

هذه التظاهرات، التي لم تشهد المدينة مثيلًا لها منذ عقود، تبرز عودة المواطنين إلى ممارسة حقهم في التعبير، رغم التحديات التي تفرضها الاحتجاجات المتكررة على حركة المرور والحياة اليومية.

نظام سقط وحرية مُستعادة

جاء سقوط الشيخة حسينة في أغسطس الماضي بعد أسابيع من قمع التظاهرات، لتتولى حكومة انتقالية بقيادة محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام، وفي 8 نوفمبر، احتشد مئات الآلاف في شوارع دكا احتفالًا بانتهاء عهد الاستبداد.

أعرب أمين الإسلام أمين، أحد المشاركين في الاحتفالات، عن فرحته قائلاً: "لقد استعدنا حريتنا، لم يكن بإمكاننا عقد اجتماع دون تدخل الشرطة في الماضي".

تحديات الحرية المكتسبة

رغم دعم الجيش للحكومة الانتقالية، تجد الشرطة صعوبة في السيطرة على تدفق المتظاهرين الذين يعبرون عن مطالبهم بطرق متنوعة.

أقر أحد الضباط قائلاً: "نشجع التعبير عن النفس، ولكننا نسعى لتجنب تعطيل حياة السكان".

ورغم تعقيد المشهد، انعكست هذه الاحتجاجات إيجابيًا على الاقتصاد المحلي، حيث زادت مبيعات الأعلام والمواد المتعلقة بالتظاهرات بشكل غير مسبوق.

حرية التعبير ومخاطرها

يشير أبو أحمد فيضول الكبير، مسؤول حقوقي، إلى أهمية احترام حقوق التظاهر والتعبير، لكنه يحذر من تجاوزها إلى العنف أو التعدي على حقوق الآخرين، ورغم تسامح الحكومة الانتقالية مع الاحتجاجات، أصدرت قرارًا مثيرًا للجدل بحظر حزب الشيخة حسينة من المشاركة في التجمعات، ما أثار انقسامًا داخل المجتمع المدني.

طريق طويل نحو الاستقرار

بين مطالب المتظاهرين، والتحديات الأمنية، والانقسام السياسي، تواجه بنغلاديش مستقبلًا مجهولًا، ومع ذلك، تبقى روح الحرية المستعادة حافزًا للشعب لمواصلة المطالبة بحقوقهم، كما يقول المحامي شيشير محمد منير: “حرية التعبير والتجمع هي حقوق أساسية يجب الدفاع عنها مهما كان الثمن”.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية