في رحلة محفوفة بالمخاطر.. «الكاريبي» يتحول إلى مقبرة للمهاجرين

في رحلة محفوفة بالمخاطر.. «الكاريبي» يتحول إلى مقبرة للمهاجرين
أهالي المفقودين في البحر

صعد 32 مهاجراً، بينهم طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، في الساعات الأولى من يوم 3 يناير 2023، على متن قارب يدوي الصنع قبالة جنوب كوبا، متجهين نحو فلوريدا التي تبعد 170 كيلومتراً. 

لكن القارب، الذي ضم أفراداً من عائلات مختلفة، من بينهم يويل روميرو، عامل بناء وأب لثلاثة أطفال، وجوناثان يسوس ألفاريز، سائق شاحنة، لم يصل إلى وجهته، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

بعد أربعة أيام، عُثر فقط على حقيبتين على شاطئ صخري في فلوريدا كيز، ما عمّق مأساة عائلات المفقودين الذين ما زالوا يبحثون عن إجابات حول مصير أحبائهم.

الهجرة الكوبية المتزايدة

تشهد كوبا موجة هجرة غير مسبوقة منذ الثورة التي قادها فيدل كاسترو عام 1959، مدفوعة بأسوأ أزمة اقتصادية تواجهها البلاد منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات. 

بلغ عدد الكوبيين الذين دخلوا الولايات المتحدة، سواء بشكل قانوني أو غير قانوني، أكثر من 700 ألف شخص بين يناير 2022 وأغسطس 2024.

وعلى الرغم من المخاطر الهائلة، يستمر الكوبيون في مغامرتهم البحرية، مدفوعين بالأمل في حياة أفضل في الولايات المتحدة، حيث أتاح الرئيس جو بايدن في عام 2023 فرصة قانونية لعبور مواطني كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا.

المأساة غير الموثقة

تتحول منطقة الكاريبي إلى "مقبرة صامتة" للمهاجرين، إذ تفيد تقارير المنظمة الدولية للهجرة بمقتل أو اختفاء 368 كوبياً منذ عام 2020. 

ويعبر آلاف المهاجرين البحر دون توثيق يُذكر، مقارنة بالبحر الأبيض المتوسط، حيث توجد فرق إنقاذ ومنظمات توثيق مخصصة.

أكد إدوين فياليس، المراقب الإقليمي لمشروع المهاجرين المفقودين، أن أكثر من 1,100 مهاجر من أميركا اللاتينية اختفوا "دون أثر" أثناء محاولتهم عبور البحر الكاريبي منذ عام 2020.

رحلة محفوفة بالمخاطر

تقوم المجموعات المهاجرة ببناء قواربها سراً، مثل القارب الذي غادر من بلايا لارغا وكان طوله تسعة أمتار ومزوّداً بشراع وبراميل معدنية للطوفان. 

ويحافظ الكوبيون على سرية هذه التحضيرات خشية العقوبات ومنع السلطات المحلية.

وتواصل العائلات البحث عن ذويها رغم مرور الوقت، مثل أمبارو ريفييرا، والدة يويل روميرو، التي أكدت أن حياتها باتت مكرّسة للبحث عن إجابة حول مصير ابنها. 

وفي الوقت نفسه، تستمر حوادث الغرق والمآسي، لتؤكد أن البحر الكاريبي ليس سوى محطة مليئة بالألم والمعاناة في رحلة البحث عن الأمل.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية