السجن مع وقف التنفيذ لمخرجي فيلم «كعكتي المفضلة» في إيران

أصدرت محكمة إيرانية أحكامًا بالسجن مع وقف التنفيذ على مخرجي فيلم "كعكتي المفضلة" (My Favourite Cake)، الذي لقي استحسانًا في فرنسا والولايات المتحدة، حيث اتهم المخرجان الإيرانيان مريم مقدم وبهتاش صناعيها بـ"الدعاية ضد النظام" و"الفحش" و"انتهاك الشريعة الإسلامية"، ولم يُسمح لهما بالسفر إلى فرنسا لحضور العرض الأول للفيلم في وقت سابق من هذا العام.

وتأتي هذه الأحكام بعد أن عرضت محكمة ثورية في طهران حكمًا بالسجن لمدة 14 شهرًا مع وقف التنفيذ على المخرجيّن، بالإضافة إلى حكم بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ على المنتج غلام رضا موسوي، مع غرامة مالية قدرها 400 مليون ريال (أكثر من 9600 دولار)، ومصادرة معدات الفيلم، وفق وكالة “فرانس برس”.

صعوبات كبيرة

في هذا السياق، ذكر مركز حقوق الإنسان في إيران، ومقره نيويورك، أن الفنانين في إيران يواجهون صعوبات كبيرة نتيجة للرقابة المشددة والاعتقالات التعسفية، إضافة إلى تهديدات بالملاحقة القضائية المستمرة، وكان المركز قد نبه إلى الوضع القاسي الذي يعيشه المبدعون في ظل الضغوط السياسية المستمرة.

ورغم الصعوبات القانونية، استطاع فيلم "كعكتي المفضلة" أن يحصد جائزة في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي في عام 2024، ولكن مخرجي الفيلم لم يتمكنا من مغادرة إيران بسبب سحب جوازي سفرهما.

تحدي القيود والرقابة

يتناول الفيلم قصة حب غير تقليدية بين شخصين في السبعينيات من العمر، أرملة وأرمل، يتذكران حياتهم قبل فرض القيود الاجتماعية التي تلت الثورة الإيرانية عام 1979.

ورغم الرقابة الصارمة في إيران، يبرز الفيلم في مشاهد عدة من خلال تحدي القوانين، إذ تظهر الممثلة الرئيسية، ليلي فرهادبور، في مشاهد داخلية دون ارتداء الحجاب.

جدير بالذكر أن الفيلم بدأ تصويره قبل أسبوعين من اندلاع الاحتجاجات في إيران في سبتمبر 2022 عقب وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها من قبل شرطة الآداب بتهمة انتهاك قواعد اللباس.

يأتي هذا الحكم في وقت حساس، حيث يتزامن مع استعدادات مهرجان كان السينمائي الذي سيعرض فيه أحدث أعمال المخرج الإيراني جعفر بناهي، الذي سبق وأن سُجن في بلده بسبب مواقفه السياسية وفنه.