«الأوبزرفر»: الجوع والموت يطرقان الأبواب في غزة جراء الحصار الإسرائيلي

«الأوبزرفر»: الجوع والموت يطرقان الأبواب في غزة جراء الحصار الإسرائيلي
أطفال فلسطينيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية- أرشيف

دُفعت غزة إلى حافة المجاعة واليأس، نتيجةً لحصار عسكري إسرائيلي خانق دخل أسبوعه الثامن، بعدما قطعت إسرائيل كل أشكال المساعدات عن القطاع منذ 2 مارس الماضي، بحسب ما أفادت به صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، الأحد، وأكد مدنيون وعاملون في المجالين الطبي والإنساني أن هذه المرحلة تُعدّ الأكثر قسوة منذ بدء الحرب قبل 18 شهراً.

شروط إسرائيلية وتعطيل للمساعدات

وفقاً للصحيفة، أنهت إسرائيل من طرف واحد وقف إطلاق النار الذي استمر لشهرين، وأعادت قصف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، وأعادت نشر قواتها البرية التي كانت قد انسحبت خلال الهدنة، ورافق التصعيد الميداني منع دخول الغذاء والوقود والأدوية، ما فاقم معاناة السكان، خاصة مع صدور أوامر إخلاء جديدة على نطاق واسع.

ربطت إسرائيل استئناف إدخال المساعدات بالإفراج عن الرهائن لدى حركة حماس، حيث صوّرت حصارها الكامل على غزة كإجراء أمني، نافية استخدام التجويع كسلاح، رغم تحذيرات متكررة من منظمات حقوقية باعتبار ذلك جريمة حرب، وبدعم واضح من الولايات المتحدة، تبدو إسرائيل ماضية في سياستها دون مواجهة ضغط دولي حقيقي.

خطر المجاعة يعلو فوق خطر القصف

قال سكان للصحيفة إنهم باتوا يخشون الجوع أكثر من الغارات، في ظل تراجع القدرة الشرائية ونفاد الطعام، وقال حكمت المصري، وهو أكاديمي من بيت لاهيا: "اضطررت مراراً للتخلي عن طعامي لأجل ابني.. الجوع سيقتلني، نموت ببطء". وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 1400% مقارنةً بفترة الهدنة.

مطابخ خيرية لا تكفي لسد الرمق

رصدت الصحيفة تجمّع آلاف السكان حول مطابخ الجمعيات الخيرية، حاملين أوعيتهم الفارغة في طوابير طويلة على أمل الحصول على وجبة، وتؤكد مصادر إنسانية أن القطاع يعاني من نقص حاد في الغذاء، وأن السكان لا يجدون ما يسد رمقهم، في وقت تتجه فيه إسرائيل لنقل مسؤولية توزيع المساعدات للجيش وشركات خاصة، ما يزيد من مخاوف سكان غزة من نوايا الاحتلال بإبقاء سيطرته طويلة الأمد وفرض تهجير قسري.

بدأت الحرب الحالية في 7 أكتوبر 2023 عقب هجوم واسع شنّته حركة حماس، لترد إسرائيل بعمليات عسكرية مكثفة شملت القصف والاجتياح البري لعدة مناطق من قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين، أسفر التصعيد عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى، ودمار واسع للبنية التحتية، وسط تحذيرات متصاعدة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، دخل الحصار الكامل حيّز التنفيذ مطلع مارس 2024، مع إعلان إسرائيل إنهاء الهدنة وقطع المساعدات كليًا، ما دفع القطاع نحو هاوية المجاعة والانهيار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية