قبل COP30.. قادة العالم يتعهدون بتسريع التحول المناخي

قبل COP30.. قادة العالم يتعهدون بتسريع التحول المناخي
غوتيريش خلال قمة افتراضية مع قادة العالم بشأن قضية تغير المناخ

عقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، قمة افتراضية رفيعة المستوى جمعت قادة 17 دولة من الاقتصادات الكبرى والدول الأكثر تضررًا من تغير المناخ، في خطوة تهدف إلى إعطاء دفعة جديدة للطموحات المناخية العالمية، قبيل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP30) المزمع عقده في البرازيل خلال نوفمبر المقبل.

خطط وطنية جديدة 

وفق تقرير نشره الموقع الإعلامي للأمم المتحدة، الأربعاء، شهدت القمة تعهد العديد من القادة بتقديم خطط مناخية وطنية جديدة تُعرف بـ"المساهمات المحددة وطنيًا" بحلول سبتمبر القادم، ما يعكس التزامًا متجددًا بالتقدم نحو أهداف اتفاق باريس، ويؤسس لزخم سياسي حاسم قبل موعد إعلان الخطط المناخية لعام 2025.

امتدت الجلسة المغلقة ساعتين، وضمّت كلًّا من الصين، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، ورابطة دول جنوب شرق آسيا، إلى جانب الدول الجزرية الصغيرة النامية، وعد غوتيريش هذا التجمع أحد أكثر الاجتماعات تنوعًا وتركيزًا على المناخ، مشيرًا إلى أنه يحمل رسالة موحدة وقوية.

غوتيريش: العالم يمضي قدماً بأقصى سرعة

أكد الأمين العام للامم المتحدة، في حديثه للصحفيين بعد القمة، أن العالم يسير بخطى متسارعة نحو الثورة النظيفة، قائلًا: "لا يمكن لأي حكومة أو مجموعة أن توقف ثورة الطاقة النظيفة"، واصفًا تعهدات القادة بأنها "رسالة أمل قوية".

أوضح غوتيريش أن هذه التوجهات تمثل فرصة حيوية لرسم مسار جريء للعقد المقبل، مع التركيز على تسريع الانتقال العادل من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، بما يعزز فرص تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

فرصة القرن في الطاقة النظيفة

وصف الأمين العام إنتاج الطاقة المتجددة بأنه "فرصة القرن الاقتصادية"، معتبرًا إياه السبيل الوحيد للخروج مما سمّاه "جحيم المناخ"، وقال: "يشهد قطاع الطاقة النظيفة ازدهارًا عالميًا، يخلق فرص عمل ويعزز القدرة التنافسية والنمو الاقتصادي". كما أشار إلى انخفاض أسعار مصادر الطاقة المتجددة، ما يجعلها خيارًا استراتيجيًا للسيادة والأمن الطاقي.

رغم تراجع التوقعات العالمية لارتفاع درجات الحرارة من أكثر من 4 درجات إلى 2.6 درجة مئوية منذ اتفاق باريس، شدد غوتيريش على أن هذا غير كافٍ لتحقيق هدف 1.5 درجة، وحث القادة على تقديم خطط تشمل جميع غازات الدفيئة وتغطي كل القطاعات.

وقال مسؤول أممي رفيع إن القمة تمثل "خطوة أخرى" مهمة في الحفاظ على الزخم السياسي في عام مفصلي يتزامن مع الذكرى العاشرة لاتفاق باريس، والموعد النهائي لتقديم الخطط المناخية الجديدة. وأضاف أن المجموعة المشاركة كانت صغيرة ولكنها ممثلة لأطياف واسعة من الاقتصادات والدول الأكثر تضررًا.

وقال مسؤول برازيلي إن مؤتمر COP30 في مدينة بيليم سيتجاوز مجرد المفاوضات ليركز على التنفيذ والشفافية والإنجاز، موضحًا: "لقد تفاوضنا بما فيه الكفاية... العالم الآن يريد أن يرى أفعالًا، نتائج، وأمثلة ملموسة".

دعم أكبر للبلدان النامية

وجدد الأمين العام دعوته إلى دعم أكبر للبلدان النامية، التي تتحمل وطأة تغيّر المناخ رغم مساهمتها الضئيلة في الانبعاثات. وقال: "تشهد إفريقيا وجزر المحيط الهادئ تأثيرات متسارعة، من ارتفاع درجات الحرارة إلى ارتفاع منسوب البحار".

دعا غوتيريش إلى وضع خارطة طريق ذات مصداقية لحشد 1.3 تريليون دولار سنويًا للدول النامية بحلول 2035، ومضاعفة تمويل التكيف إلى 40 مليار دولار هذا العام، وتعزيز المساهمات في صندوق الخسائر والأضرار الذي أُنشئ في مؤتمر الأطراف السابق.

وأعلن غوتيريش عن فعالية أممية رفيعة المستوى في سبتمبر المقبل لتقييم التقدم المحرز قبل COP30، مؤكدًا: "لا يمكننا، ولا يجب علينا، ولن نتوانى عن العمل المناخي".

مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)

يُعد مؤتمر الأطراف الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP30) محطة حاسمة في مسار العمل المناخي العالمي، ومن المقرر عقده في مدينة بيليم البرازيلية في نوفمبر 2025. ويأتي هذا المؤتمر بعد مرور عشر سنوات على توقيع اتفاق باريس التاريخي، الذي وضع هدفًا عالميًا للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من 2 درجة مئوية، ويفضل ألا تتجاوز 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي.

يمثل COP30 فرصة حاسمة لتقييم مدى التزام الدول بتنفيذ خططها الوطنية للمناخ كما يُتوقع أن تقدم البلدان نسخًا محدثة وطموحة من هذه الخطط، تمهيدًا للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

وتولي البرازيل أهمية بالغة لهذا المؤتمر، حيث تسعى إلى جعله منصة لتحويل التعهدات المناخية إلى أفعال ملموسة، من خلال التركيز على التنفيذ والشفافية والعدالة المناخية، خاصةً للدول النامية والأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية. كما يمثل المؤتمر فرصة لإعادة بناء الثقة في التعددية الدولية، وتحقيق تقدم فعلي في التمويل المناخي والتكيف، بما في ذلك دعم صندوق الخسائر والأضرار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية