"الغارديان": حرارة الجو تصل لـ50 درجة مئوية في باكستان والهند خلال أبريل
"الغارديان": حرارة الجو تصل لـ50 درجة مئوية في باكستان والهند خلال أبريل
أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، بأن موجة حر خانقة اجتاحت مناطق واسعة من الهند وباكستان في شهر أبريل، وهو أمر غير معتاد في التقويم المناخي للمنطقة.
ووصف علماء المناخ هذا التسارع في ارتفاع درجات الحرارة بأنه بات يُشكل الوضع الطبيعي الجديد في ظل تغير المناخ المتسارع.
وفقًا للصحيفة شهدت العاصمة الهندية دلهي درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية، أي نحو 5 درجات فوق المعدل الموسمي، بحسب تقرير من منصة "كليما ميتر"، وفي جايبور، عاصمة ولاية راجستان، ارتفعت الحرارة إلى 44 درجة مئوية، ما أدى إلى تسجيل حالات ضربات شمس في صفوف عمال البناء والمزارعين.
تحذيرات وتدابير وقائية
وأصدرت سلطات دلهي تعليمات بإلغاء التجمعات المدرسية بعد الظهر، وشددت على توفير المياه وأملاح الإماهة الفموية ضمن أدوات الإسعاف الأولي، إلى جانب مراقبة أعراض الإجهاد الحراري.
ودعا خبير المناخ جي بي شارما إلى الانتباه للانتقال السريع من برودة الربيع إلى حرارة الصيف، محذرًا من أن موجات الحر لم تعد استثناء.
وفي مدينة الشهيدة بينظير آباد بإقليم السند الباكستاني، بلغت درجات الحرارة 50 مئوية، أي بزيادة نحو 8.5 درجات عن المعدل المعتاد لشهر أبريل، ووصفت الصحف المحلية الظاهرة بـ"التحول المقلق"، مؤكدة أن البلاد "غير مستعدة على الإطلاق" للتعامل مع هذه الأزمات المناخية المتفاقمة.
المدن أكثر عرضة للخطر
أظهرت بيانات مقارنة أن مدنًا مثل دلهي وإسلام آباد أصبحت أكثر سخونة بثلاث درجات مئوية من المناطق الريفية المجاورة، نتيجة ما يُعرف بـ"تأثير الجزيرة الحرارية"، وعلّق الباحث جيانماركو مينجالدو بأن السؤال لم يعد ما إذا كانت موجات الحر مرتبطة بتغير المناخ، بل إلى أي مدى يمكن تحمّلها، مشيرًا إلى أن البنية التحتية الحالية لا ترقى إلى مستوى الاستجابة المطلوبة.
ورغم تحديت دلهي خطتها لمواجهة موجات الحر، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفًا مثل كبار السن والباعة الجائلين، فإن التنفيذ لا يزال متقطعًا وغير فعال، كما تشهد دول أخرى انقطاعات كهربائية واسعة بسبب ضعف الشبكات في مواجهة الضغط المتزايد على التبريد والطاقة.
وأكدت مؤسسة ClimaMeter أن درجات الحرارة الناتجة عن ظروف مناخية مشابهة قبل عام 1986 أصبحت اليوم أعلى بنحو 4 درجات مئوية بسبب النشاط البشري، وأوضح الباحثون أن نماذج المناخ فشلت في تقدير سرعة التحولات الجارية، حيث بدأت مظاهر كانت متوقعة في 2050 أو 2070 بالظهور الآن.
الحلول طويلة الأمد
دعا خبراء المناخ إلى اتخاذ خطوات جذرية لخفض الانبعاثات، مشيرين إلى أن وقف استخدام الوقود الأحفوري، وتحسين العزل الحراري، واعتماد تصاميم معمارية ذكية يمكن أن تقلل الضغط على أنظمة الطاقة، وأكدوا ضرورة تغيير أنماط الحياة نحو استهلاك أقل وأكثر استدامة.
تعاني دول جنوب آسيا من تغير مناخي متسارع يجعلها من أكثر مناطق العالم عرضة لموجات الحر القاتلة، حيث يعيش فيها نحو 1.9 مليار نسمة، كثيرٌ منهم بلا وصول إلى وسائل التبريد أو الرعاية الصحية الكافية، ويُتوقع أن تتزايد هذه الموجات مع استمرار ارتفاع الانبعاثات العالمية، ما يضع ضغوطًا هائلة على الحكومات والمنظمات الإنسانية للاستجابة.
ووفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من أخطار الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، في حين تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
وسبق أن حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلاً: "تغير المناخ هنا مرعب وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر الغليان العالمي".