غوتيريش: لن نشارك في أي مخطط يتجاهل القانون الإنساني في غزة

غوتيريش: لن نشارك في أي مخطط يتجاهل القانون الإنساني في غزة
أنطونيو غوتيريش

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن المنظمة لن تشارك في أي خطة إنسانية داخل قطاع غزة لا تحترم القانون الدولي ومبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.

أعلن غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في نيويورك الجمعة، أن الأمم المتحدة وضعت مع شركائها خطة خماسية عملية ومفصلة لتوصيل الإغاثة إلى السكان المحتاجين في غزة، مدعومة من الدول الأعضاء، وتشمل: ضمان دخول المساعدات إلى غزة وفحصها عند نقاط العبور ونقلها إلى المنشآت الإنسانية وتجهيزها للتوزيع وإيصالها للمحتاجين مباشرة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

أكد غوتيريش، على أن الأمم المتحدة تمتلك كل ما يلزم من كوادر وأنظمة توزيع وشبكات مجتمعية جاهزة للعمل، لافتًا إلى أن هناك إمدادات تكفي لملء 9,000 شاحنة بانتظار السماح بدخولها.

وقال: “دعونا نقم بذلك بالشكل الصحيح، ودعونا نقم به فورًا”.

وجدد غوتيريش مطالبته بوقف دائم لإطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول إنساني كامل وآمن للمساعدات.

أقسى مراحل الصراع

حذّر الأمين العام من أن سكان غزة يمرون بمرحلة ربما تكون الأقسى في هذا الصراع القاسي، مشيرًا إلى أن إسرائيل منعت، طول أكثر من 80 يومًا، دخول المساعدات المنقذة للحياة إلى القطاع.

وقال إن نتائج التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي كشفت أن كافة سكان غزة يواجهون خطر المجاعة، مضيفًا: "العائلات تُجَوّع وتُحرَم من أبسط مقومات الحياة، في مشهد يراه العالم بأكمله".

شدد غوتيريش على أن إسرائيل تتحمل التزامات واضحة بموجب القانون الدولي الإنساني، وملزمة بمعاملة المدنيين بإنسانية واحترام كرامتهم، محذرًا من التهجير القسري داخل الأراضي المحتلة، ومطالبًا بالسماح الفوري والفعال بإدخال وتيسير المساعدات.

دخول محدود للمساعدات 

أشار غوتيريش إلى أن إسرائيل وافقت أخيرًا على دخول نحو 400 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم، لكن ما دخل فعليًا لم يتجاوز 115 شاحنة، مؤكدًا أن "لا شيء وصل إلى شمال غزة المحاصر".

وقال إن الجهود الإنسانية مستمرة على مدار الساعة، لكن في ظل التصعيد العسكري فإن ما دخل لا يعادل إلا "ملعقة صغيرة من المساعدة في بحر من الحاجة".

ندد غوتيريش بالحصص المفروضة على البضائع، ومنع إدخال الوقود وغاز الطهو ومواد الإيواء وتنقية المياه، ما يعمق الكارثة الإنسانية ويعرض الأرواح للخطر.

موظفو الإغاثة في خطر

أكد الأمين العام أن عرقلة الوصول الإنساني تعرض حياة العاملين للخطر، محذرًا من حوادث أمنية ونهب محتمل وسط غياب سيادة القانون واليأس المتزايد بين السكان.

وقال: "لا يمكننا توزيع الطرود الغذائية ودقيق القمح مباشرة للناس دون ضمانات أمنية. استمرار هذه الظروف سيودي بحياة مزيد من الناس".

أشار غوتيريش إلى أن 80% من مساحة غزة أصبحت مصنفة مواقع عسكرية أو مناطق أُمر السكان بمغادرتها، مؤكدًا أن المزيد من الناس سيموتون إذا لم يتم تأمين وصول إنساني عاجل وآمن ومستدام.

منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، يعاني القطاع أزمة إنسانية غير مسبوقة، وسط تدمير واسع للبنية التحتية ومنع مستمر للمساعدات. وتواجه المنظمات الإغاثية تحديات هائلة في توصيل الإمدادات الأساسية، خاصة في شمال القطاع الأمم المتحدة والعديد من الهيئات الدولية أكدت أن الوضع الحالي يهدد بمجاعة شاملة وانهيار إنساني كامل ما لم يتم التحرك العاجل.

وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 53 ألف شخص، وإصابة أكثر من 121 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية