"مجزرة الخبز" تتكرر.. الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين

"مجزرة الخبز" تتكرر.. الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين
فلسطينيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية

 

أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، سقوط عشرات المدنيين الفلسطينيين في غزة، بين شهيد وجريح، خلال انتظارهم للحصول على الغذاء، واصفًا الأمر بأنه "غير مقبول".

وأكد غوتيريش، عبر نائبه المتحدث فرحان حق، الثلاثاء، ضرورة إجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الحوادث كافة، مع التأكيد على مبدأ المساءلة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

شدد حق في مؤتمره الصحفي اليومي على أن الاحتياجات الإنسانية الأساسية في غزة هائلة وغير ملبّاة، مضيفًا أن القانون الإنساني الدولي يلزم إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات لجميع المدنيين.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة والجهات الإنسانية العاملة يجب أن تُمنح القدرة على العمل بأمان وباحترام كامل للمبادئ الإنسانية، مشددًا: "ينبغي إطلاق سراح جميع الرهائن فورًا ودون قيد أو شرط. ويجب التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم على وجه السرعة".

مذبحة خان يونس

أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة باستشهاد أكثر من 60 شخصًا وإصابة ما يزيد على 280 آخرين، بعضهم في حالة حرجة، عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على حشد ينتظر المساعدات في مدينة خان يونس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الحادث قيد المراجعة، في حين نُقل الجرحى إلى مجمع ناصر الطبي المزدحم الذي يعاني نقصاً حاداً في الإمدادات والمعدات الطبية.

وتم تحويل عشرات المصابين إلى مستشفيات ميدانية، من بينها مستشفى الهيئة الطبية الدولية، في ظل ظروف طبية وإنسانية متردية للغاية.

مأساة تتكرر

أكّد جوناثان ويتال، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين، أن هذا الحادث يأتي ضمن نمط متكرر من استهداف المدنيين في أثناء سعيهم للحصول على مساعدات حيوية، وقال: "يسرد الناجون ذات القصة المؤلمة مرارًا، حيث يُهاجمون، في حين يحاولون فقط البقاء على قيد الحياة".

ووفق وزارة الصحة في غزة، استشهد 338 شخصًا وأصيب أكثر من 2,800 آخرين منذ بداية العام خلال محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء، معظمها غير خاضع لإشراف الأمم المتحدة.

الصحة العالمية: النظام الطبي ينهار

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن النظام الصحي في غزة "على وشك الانهيار"، حيث أبلغ مسؤولها في الطوارئ، الدكتور ثانوس غارغافانيس، من غزة قائلًا: "كل يوم نقترب أكثر من الكارثة الشاملة."

وأشار إلى أن معظم الإصابات ناجمة عن طلقات نارية مباشرة، لا عن شظايا، مؤكدًا أن الوضع يفوق قدرة الطواقم الطبية على الاستجابة.

أوضح التقرير الأممي أن مجمع ناصر الطبي هو المستشفى الوحيد المتبقي في خان يونس، لكنه يقع ضمن منطقة الإخلاء التي أعلنها الجيش الإسرائيلي، أما مستشفى الأمل المجاور، فلم يعد قادرًا على استقبال حالات جديدة نتيجة العمليات العسكرية.

وذكر أنه من أصل 36 مستشفى في غزة، لا يعمل سوى 17 بشكل جزئي فقط، كما لم يدخل القطاع أي وقود منذ أكثر من 100 يوم، ما فاقم تعطل الخدمات الحيوية.

توزيع المساعدات بلا ضوابط يؤدي للموت

وقال الدكتور غارغافانيس إن عمليات توزيع الطعام من جهات غير تابعة للأمم المتحدة غالبًا ما تتحول إلى "حوادث إصابات جماعية"، كما حدث يومي 15 و16 يونيو، عندما استقبل مستشفى الصليب الأحمر في مواصي خان يونس أكثر من 370 مريضًا خلال 48 ساعة، وتوفي منهم 28 شخصًا.

وطالبت منظمة الصحة العالمية بالسماح لها بإدخال شحنات الإمدادات العالقة في العريش والضفة الغربية، والبالغ عددها 48 شاحنة، لضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية.

تعيش غزة منذ أشهر في ظل عدوان عسكري إسرائيلي واسع تسبب في تدمير البنية التحتية، وانهيار القطاع الصحي، وتجويع السكان، وبات أكثر من 2.3 مليون فلسطيني يواجهون خطر المجاعة، بينما تفرض إسرائيل قيودًا مشددة على إدخال المساعدات والوقود، وتحذر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من كارثة إنسانية وشيكة، وتطالب بإجراء تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية